«طفلة بلا دماغ».. ولادة نادرة تكشف عن تشوهات خلقية صادمة في غزة

تشكل التشوهات الخلقية واحدة من أخطر الكوارث الإنسانية التي طالت قطاع غزة خلال السنوات الأخيرة، وهي تعكس الوجه الأكثر إيلامًا للحروب والصراعات المسلحة، ويعد هذا الأمر نتيجة مباشرة للاستخدام المكثف للأسلحة والذخائر المحرمة دوليًا، مما يعرض صحة الأمهات والمواليد لخطرٍ كبير، ويزيد من معاناة السكان المدنيين في ظل حصار طويل الأمد.

تشوهات خلقية في غزة بفعل أسلحة محرمة

شهدت غزة تصاعدًا في حالات التشوهات الخلقية بين الأطفال حديثي الولادة، كما في حالة الطفلة ملك أحمد القانوع التي وُلدت دون دماغ، ووفق ما أكده الدكتور منير البرش، فإن هذه الظاهرة ليست فردية، بل باتت منتشرة بشكل ملحوظ، ما يثير شكوكًا حول استخدام الاحتلال أسلحة تحتوي على مواد إشعاعية وسامة تتسبب في أضرار بيئية وصحية طويلة الأمد، وقد طالب المجتمع الطبي بفتح تحقيق دولي عاجل لتوثيق هذه الحالات وفضح الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق المدنيين والأطفال تحديدًا.

إحصائيات صادمة لمعدلات التشوهات في غزة

تشير الإحصاءات الطبية إلى تسجيل 172 حالة تشوه خلقي خلال 3 أشهر فقط في غزة، مع وفاة 20% منهم نتيجة مضاعفات خطيرة، وتُعتبر الأرقام الفعلية لهذه الحالات أكبر من ذلك بسبب انهيار النظام الصحي وتعطل المستشفيات بفعل القصف الإسرائيلي المتواصل، وقد شملت هذه التشوهات مشكلات في القلب، والأطراف، والعينين، وحتى الأعضاء الداخلية، مما يوضح وجود أزمة صحية حادة يعاني منها القطاع.

تأثير الحرب على صحة الأمهات والأطفال

تبلغ معدلات سوء التغذية الحادة بين النساء الحوامل في غزة أكثر من 20%، وهو ما يزيد من احتمالية الولادات المبكرة أو التشوهات الخلقية، وتشير تقارير صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى أن الحرب أثرت بشكل كبير على صحة الأمهات؛ حيث يعاني العديد منهن من حالات حمل عالي الخطورة نتيجة الضغط النفسي ونقص التغذية، كما أن نقص الخدمات الصحية وانعدام المصادر الطبية يفاقمان الكارثة، تاركين الأسر دون حلول كافية للتعامل مع هذه الحالات.

ما حدث للطفلة ملك هو دليل جديد على حجم التحديات التي يواجهها سكان غزة، وهو جزء من معركة أكبر لكشف الاحتلال الإسرائيلي بوصفه الجهة المسؤولة عن هذا السيناريو المدمر، وفي ظل استمراره باستخدام الأسلحة المدمرة المحرمة دوليًا، يجب على العالم التحرّك لوضع حد لهذه الجرائم ومعالجة عواقبها الإنسانية البشعة.