أمس الثلاثاء وفي لحظة من الحزن التي يصعب وصفها فقد استيقظت الكويت والخليج العربي على خبر وفاة واحد من أكثر الأسماء تأثيرًا في الساحة الثقافية والفنية، إنه الإعلامي والممثل القدير فخري عودة، الذي غادر الحياة بعد مسيرة امتدت لعقود طويلة، مليئة بالعمل والإبداع والتأثير، تاركًا خلفه إرثًا إنسانيًا وفنيًا نادرًا يصعب تعويضه أو نسيانه.
فخري عودة نجم استثنائي لا يتكرر
اشتهر فخري عودة بلقب “النفَس الثقيل” في الأداء، ليس بسبب بطء الحركة، بل بسبب ثقله الفني، وعمق أدواره، وقدرته على مزج الدراما بالكوميديا، والتراجيديا بالرسالة الاجتماعية، بطريقة لا يقدر عليها إلا القلة من الفنانين، ولقد قدم خلال مشواره شخصيات لا تُنسى، لعل أبرزها “سالم النبيه” في المسلسل الأشهر درب الزلق، وهي الشخصية التي التصقت في الوجدان الخليجي كرمز للحكمة الساخرة، والوعي المجتمعي الذي ينضح من روح الواقع.
كما لمع نجم فخري في المسرح، حيث شارك في العديد من المسرحيات الخالدة، منها الإمبراطورية وفوضى، كما كان سبّاقًا في تقديم أول مسرحية كويتية ملوّنة عُرضت تلفزيونيًا في عام 1976، في زمن لم تكن فيه الألوان قد غزت شاشات الخليج بعد، ما يدل على رؤيته الإبداعية المتقدمة.
بدايات مبكرة وموهبة فطرية
ولد فخري عودة في الكويت وبدأ بكتابة المقالات وهو في العاشرة من عمره، وهي سنّ يُعد فيها معظم الأطفال بالكاد يتقنون القراءة، لكنه كان يكتب وينشر في الصحف، الأمر الذي دفعه إلى دراسة الفنون المسرحية لاحقًا، وتخرج في معهد الفنون بالكويت، ليدخل المجال الفني من أبوابه الواسعة ممثلًا ومخرجًا وكاتبًا.
مسيرة مهنية وقيادية غنية
إلى جانب تألقه على المسرح والشاشة، تقلّد فخري عدة مناصب مهمة، أبرزها كونه مستشارًا إعلاميًا في وزارة الإعلام الكويتية، كما كان أحد الأعمدة المؤسسة لمؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لمجلس التعاون، التي كانت تُنتج أعمالًا خليجية ذات طابع تعليمي وتوعوي، مما يعكس إيمانه بأن الفن رسالة ومسؤولية قبل أن يكون شهرة أو ترفيه.
فخري الإنسان وقصة وفاء لا تنتهي
بعيدًا عن الأضواء، كان فخري عودة إنسانًا شفافًا شديد الوفاء، لا سيما لزوجته الراحلة “ملك”، التي توفيت في حادث سير في التسعينيات، إذ بقي يذكرها في معظم لقاءاته، ويتحدث عنها بكثير من الحنين والاحترام، مما أكسبه محبة خاصة لدى الجمهور، وقد عبّر أكثر من مرة عن أن هذا الفقد غيّر نظرته للحياة، وجعله أكثر تعلقًا بالناس وبالحياة البسيطة.
تأثيره في وسائل التواصل
ومع تطور التكنولوجيا، لم يتخلّ فخري عودة عن دوره التوعوي، بل استثمر منصات التواصل الاجتماعي منذ عام 2005، لنشر رسائل قصيرة تعالج قضايا اجتماعية يومية، بأسلوب بسيط لكنه عميق، ما جعله قريبًا من مختلف الأعمار والطبقات.
إرث لا يُمحى
برحيله، تفقد الكويت والعالم الخليجي أحد أعمدته الثقافية الصلبة، لكن إرثه سيبقى حيًا في كل عمل قدّمه، وكل فكرة زرعها، وكل كلمة طيبة قالها، وكل لحظة صادقة عاشها على المسرح أو خلف الكاميرا، ففخري عودة لم يكن مجرد فنان، بل مدرسة في الالتزام، والعمق، والإنسانية.
كأس العالم للأندية: صدام ناري بين مانشستر سيتي والعين لحسم التأهل
«سعر اليوم» الذهب عيار 21 في مصر الآن تحديث لحظي بالصاغة الجمعة 6 يونيو
«عاجل الآن» أسعار البنزين 2025 إليك التفاصيل الكاملة حول التقرير الجديد
خطوات استخراج صحيفة أحوال معلم 2025 بسهولة عبر هذا الرابط الآن
«سرعة فائقة» دخول فضاء أولياء التلاميذ 2025 لاستخراج كشف النقاط بسهولة
بعد تصريحات السيسي.. متى يتم اعتماد قانون الإيجار القديم؟
تحذر السلطات من سقوط تمساح وأسماك قرش من السماء.. ماذا يعني هذا للبلاد؟