«انخفاض مفاجئ» أسعار الذهب تتراجع بفعل توقعات تثبيت الفائدة الأمريكية

تراجعت أسعار الذهب بشكل ملحوظ اليوم الأربعاء وسط ترقب الأسواق لقرار السياسة النقدية من جانب مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي، إذ تأثر الطلب على الذهب كملاذ آمن بالتفاؤل المحيط بإمكانية استئناف المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث يشهد المستثمرون تحركات السوق بحذر مع تزايد المؤشرات حول استقرار أسعار الفائدة.

تراجع أسعار الذهب في الأسواق العالمية

سجلت أسعار الذهب في المعاملات الفورية انخفاضًا بلغ 1.3 بالمئة ليصل إلى 3383.88 دولار للأوقية بحلول الساعة 04:32 بتوقيت غرينتش، هذا التراجع أعقب ارتفاعًا بلغ نحو ثلاثة بالمئة في الجلسة السابقة، كما تراجعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة واحد بالمئة لتسجل 3391.80 دولار، ويرجع الخبراء هذا الانخفاض الملحوظ إلى العودة الجزئية للإقبال على الأصول ذات المخاطر العالية نتيجة التفاؤل بإطلاق مفاوضات تجارية بين الولايات المتحدة والصين.

تأثير السياسة النقدية والاجتماعات الاقتصادية

في الوقت الذي يترقب فيه المستثمرون اجتماع لجنة السوق المفتوحة التابعة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، يتوقع أن يتم الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، وأشار إيليا سبيفاك، مدير الاقتصاد الكلي العالمي في (تيستي لايف)، إلى أن الاحتياطي الفيدرالي قد يفضل الاحتفاظ بأكبر قدر من المرونة لتحليل تداعيات الحرب التجارية على معدلات النمو والتضخم، وهذا النهج المترقب يؤثر بشكل كبير على حركة الذهب الذي يتمتع عادة بالجاذبية في أوقات انخفاض أسعار الفائدة والغموض الاقتصادي.

أداء المعادن النفيسة الأخرى إلى جانب الذهب

لم يكن الذهب هو المعدن النفيس الوحيد الذي تعرض للتراجع، فقد انخفضت الفضة بنسبة 0.7 بالمئة لتصل إلى 33.01 دولار للأوقية، كما شهد البلاتين تراجعًا طفيفًا بمعدل 0.1 بالمئة ليبلغ 983.60 دولار، أما البلاديوم فقد هبط بنسبة 0.7 بالمئة مسجلًا 967.64 دولار، يعكس هذا الأداء العام للمعادن النفيسة تأثير التوجه نحو الاستثمارات الأكثر خطورة استجابة للأخبار المتزايدة حول احتمالات تخفيف التوتر التجاري بين القوى الاقتصادية العالمية.

وفي ظل هذه المستجدات، يبقى الذهب أداة تحوط رئيسية ضد المخاطر السياسية والاقتصادية، لكن تذبذب الأسعار يعتمد بشكل كبير على قرارات السياسة النقدية وتقلبات السوق، مما يجعل تتبع أداء الذهب وسائر المعادن النفيسة ضرورة للمستثمرين الساعين للحفاظ على استثماراتهم آمنة في ظل الأوضاع الاقتصادية المتقلبة.

يُظهر الأداء العام استمرارية حساسية الأسواق للأحداث السياسية والاقتصادية، مع تحركات المستثمرين بين المأمول والمحتمل مع كل تطور جديد قد يؤثر على توجهات السوق العالمية.