ارتفاع جنوني في شراء السيارات بأمريكا عقب فرض ترامب رسوم جمركية جديدة

شهد سوق السيارات الأمريكي ارتفاعًا غير مسبوق في مبيعات السيارات الجديدة خلال الشهر الماضي، حيث هرع المشترون إلى صالات العرض لتأمين سياراتهم قبل ارتفاع الأسعار المتوقع نتيجة سياسات الرسوم الجمركية، التي تقودها الحكومة الأمريكية. هذا الازدهار الغير المعتاد رفع مبيعات العديد من الشركات الكبرى إلى نسب قياسية، ومع ذلك، تأتي هذه الأرقام مع توقعات بتباطؤ محتمل قريبًا.

موجة شراء السيارات الجديدة قبل ارتفاع الأسعار

سيطرت مخاوف المستهلكين من ارتفاع الأسعار على قراراتهم الشرائية، فوفقاً للتقارير، سجلت شركة “فورد” مبيعات بلغت 207,713 سيارة في أبريل، بنمو 16.3% مقارنة بالعام السابق. توالت نسب النمو المرتفعة مع شركات أخرى مثل هوندا وأكيورا بارتفاع قدره 18.1%، في حين سجلت هيونداي-كيا نموًا نسبته 16.3%. مازدا أظهرت أداءً مذهلًا بتسجيل نمو بلغ 21%، أما تويوتا فحققت زيادة طفيفة بنسبة 7.9%، لتتبعها علامة لكزس بقفزة كبيرة وصلت إلى مبيعات قدرها 35,174 وحدة.

وعلى الرغم من الزيادة العامة في المبيعات، كان هناك تباين في نسب النمو، حيث ارتفعت مبيعات فولفو بنسبة متواضعة 5.2% وسجلت سوبارو نموًا محدودًا للشهر الثالث والثلاثين على التوالي بنسبة 0.3% فقط. يوضح هذه الأرقام الخبير الاقتصادي “جوناثان سموك”، الذي يرى أن المستهلكين يسعون حاليًا لتأمين سياراتهم قبل تأثير ارتفاع الرسوم الجمركية، مع التحذير من وصول السوق إلى ذروته.

هل ستستمر طفرة مبيعات السيارات؟

مع استشراف السوق الأمريكي اتجاهًا محتملًا نحو التباطؤ، قامت شركات السيارات باتخاذ خطوات لمحاولة امتصاص الزيادات القادمة، حيث جرى تثبيت الأسعار خلال شهري مايو ويونيو لضمان استقرار المبيعات. ومع ذلك، يتوقع محللون انخفاضًا طفيفًا في الطلب، خاصة أن المستهلك الأمريكي أصبح أقل استعدادًا للإنفاق غير المحدود مقارنةً بفترات سابقة مثل أزمة نقص السيارات في عام 2021.

يدرك المصنعون أن محدودية المعروض من السيارات وارتفاع الأسعار يمثل تهديدًا حقيقيًا لاستمرارية المبيعات، وهو ما دفعهم للبحث عن حلول مبتكرة للحفاظ على جاذبية منتجاتهم، سواء عبر تقديم خطط تقسيط مرنة أو برامج دعم للمستهلك.

ارتباط الرسوم الجمركية بسلوك المستهلك

تثير سياسات الرسوم الجمركية التي تعمل عليها الحكومة الأمريكية نقاشًا واسعًا حول تأثيرها على مرونة السوق. تشير التوقعات إلى أن هذه الرسوم قد تدفع نحو زيادة إضافية في الأسعار، ما قد يُعيد تشكيل سلوك المستهلكين، الذين قد يلجأون إلى تقليص الطلب. ومع ذلك، هناك فرصة أمام الجهات المنظمة لإعادة النظر في هذه السياسات قبل تفاقم التحديات التي قد تؤثر على أداء القطاع.

في النهاية، يقف سوق السيارات الأمريكي عند مفترق طرق، حيث يختبر قدرة العملاء على مواكبة الأسعار المتزايدة، وهو ما يضع تحديات كبيرة أمام الشركات والصناع والعملاء على حد سواء. ومع استمرار النقاشات السياسية حول الرسوم الجمركية، يبقى مستقبل هذا القطاع مرتبطًا إلى حد كبير بالقرارات الاقتصادية القادمة.