ناظم أحمد: ممول بارز لـ«الحزب» يتورط في تبييض الأموال و«ألماس الدم»

في سابقة قضائية مثيرة تتعلق بالتجارة الفنية العالمية واستغلالها، اتهمت السلطات الأميركية والبريطانية ناظم أحمد باستخدام الألماس والأعمال الفنية لتمويل تنظيمات إرهابية، مما سلط الضوء على الدور الخفي لبعض الشخصيات الدولية في التلاعب بأعمال الفن والمجوهرات لتحقيق مكاسب مخالفة للقوانين. يشتهر أحمد بأنشطته في عالم الفن والتجارة، لكنه الآن يواجه تهماً قد تغير هذا التصور بشكل جذري.

ناظم أحمد وعلاقة الفن بتمويل الأنشطة المشبوهة

برز ناظم أحمد كممول رئيسي لتنظيم “حزب الله” وفقاً لما جاء في تقارير وزارة الخزانة الأميركية، حيث وُجهت إليه اتهامات باستخدام شبكة من الشركات لشراء أعمال فنية تزيد قيمتها عن 120 مليون جنيه إسترليني، ما أثار قلقاً دولياً بشأن استخدام “ألماس الدم” في تمويل الإرهاب. يُشار إلى أن “ألماس الدم” هو مصطلح يُطلق على الألماس المستخرج من مناطق نزاع ويُباع بطرق غير قانونية لتمويل حروب ومنظمات محظورة، ورغم هذه الفضائح، استمر أحمد في إدارة صفقات بمشاركة شخصيات بارزة في سوق الفن، ما فتح الأبواب أمام القوانين لملاحقة هذه الأنشطة المشبوهة.

محاكمة أوتشوكو أوجيري كشريك محتمل لناظم أحمد

واجه أوتشوكو أوجيري، المعروف بظهوره الإعلامي عبر برامج تلفزيونية شهيرة مثل “Bargain Hunt”، محاكمة أمام المحاكم البريطانية لبيعه أعمالاً فنية إلى أحمد بقيمة 140,000 جنيه إسترليني، رغم علمه بحظر التعامل معه من قبل السلطات. وأشارت المحكمة إلى أن أوجيري تجاهل القوانين المنظمة لتجارة الفنون، مثل المادة 21A من قانون الإرهاب البريطاني، مما جعله عرضة لتحقيقات شاملة من شرطة مكافحة الإرهاب. ورغم اعترافه بثماني تهم، إلا أنه ادعى أن حماسه واحترامه لسمعة أحمد في عالم الفن دفعاه للتورط في هذه الصفقات.

جهود القانون البريطاني والأميركي في ملاحقة النشاطات غير القانونية

لعبت الشرطة البريطانية دوراً رئيسياً في كشف الشبكة المعقدة لأنشطة ناظم أحمد، حيث نفذت مداهمات على منشآت فنية ومزادات تُدار من قبله في لندن، كما صادرت عشرات القطع الفنية لفنانين عظماء مثل بابلو بيكاسو وآندي وارهول. بالإضافة إلى ذلك، أعلنت الولايات المتحدة عن مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لأي معلومات تُسهم في القبض عليه، مما يعكس جدية الجهود الدولية في إنهاء هذه الأنشطة غير القانونية. الجدير بالذكر أن المملكة المتحدة قامت بتصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية عام 2019، وشددت منذ ذلك الحين الإجراءات على التجارة التي قد تُستخدم لتمويل الإرهاب.

في الوقت الذي ينتظر فيه أوجيري الحكم، تتجه الأنظار إلى أحمد وشركائه لمعرفة تداعيات هذه القضية، التي جمعت بين عالم الفن والجرائم الدولية. لم يعد الفن مجرد وسيلة للتعبير أو الاستثمار، بل أصبح محوراً للتساؤلات القانونية والأخلاقية في مواجهة التدفقات المالية غير المشروعة