«ارتفاع قياسي» في صادرات الذهب.. الطلب العالمي وتطور الصناعة يدعمان النمو

شهدت صادرات الذهب في مصر قفزة كبيرة خلال الربع الأول من عام 2025، حيث بلغ إجمالي قيمة الصادرات 3.2 مليار دولار وفق ما أشار إليه إيهاب واصف، رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة، موضحاً أن هذه القفزة تعود إلى ارتفاع الطلب العالمي على الذهب نتيجة للاضطرابات الجيوسياسية والحروب التجارية، بجانب التطورات اللافتة في صناعة المشغولات الذهبية المصرية، مما أتاح للمنتج المصري فرصة التواجد بقوة في الأسواق العالمية.

الطلب العالمي المتزايد وأثره على صادرات الذهب

ساهم الارتفاع الكبير في الطلب العالمي على الذهب بشكل مباشر في زيادة صادرات الذهب المصرية بشكل غير مسبوق، حيث يُعتبر الذهب ملاذاً آمناً في ظل تزايد حدة الاضطرابات الاقتصادية والجيوسياسية. هذه العوامل دفعت العديد من الأسواق العالمية للبحث عن مصادر مضمونة للذهب، ما أتاح لمصر فرصة تصدير واسعة النطاق. الأسواق الخليجية كانت في الصدارة، خاصة الإمارات والسعودية، يليها أسواق أوروبية وأمريكية، مما عزز من مكانة مصر في تصدير الذهب عالمياً.

تطور صناعة المشغولات الذهبية المصرية

شهدت صناعة المشغولات الذهبية في مصر تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، سواء من حيث التصميمات الفريدة أو جودة التصنيع العالية، مما جعل المنتج المصري منافساً قوياً للعلامات التجارية العالمية. وفقاً لإيهاب واصف، استطاعت الصناعات المصرية دخول أسواق استراتيجية متعددة، أبرزها في دول الخليج، وأوروبا، والولايات المتحدة. هذا التطور لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة جهود مشتركة بين المصنعين، وشعبة الذهب، لتعزيز التصدير من خلال التواجد في معارض عالمية والترويج للجودة المصرية.

خطوات مصر نحو قائمة أكبر 10 دول مصدّرة للذهب

تسير مصر بخطى ثابتة نحو تحقيق مكانة متقدمة في صادرات الذهب العالمية، حيث قفز ترتيبها من المركز 94 عالميًا في 2022 إلى المركز 54 بحلول 2023، مع خطط واضحة لدخول قائمة أكبر 10 دول مصدّرة للذهب بحلول 2027. تعزيز هذه المكانة جاء مدعوماً بقرارات إيجابية مثل قرار البنك المركزي بمد فترة سداد حصيلة التصدير إلى 75 يوماً، الأمر الذي منح المصدرين مرونة أكبر في التعامل مع الأسواق الخارجية، وساهم في زيادة معدلات التصدير بشكل ملحوظ.

كما أوضح التقرير أن صادرات الذهب المصرية حققت نمواً سريعاً على مدار الأشهر الأولى من 2025، مسجلة 929.5 مليون دولار في يناير، و1.804 مليار دولار في فبراير، مع استمرارية هذا الزخم التصديري في مارس. الأسواق الرئيسية التي استهدفتها الصادرات شملت تركيا، إلى جانب الأسواق الخليجية، والأسواق الجديدة في أوروبا والولايات المتحدة، مما يعكس قدرة المنتج المصري على المنافسة الدولية وتلبية متطلبات الأسواق العالمية المتعددة.