تراجع البحث عبر Google وتغيرات كبيرة تهز مكانة فيسبوك عالميًا

شهد عالم التكنولوجيا تغييرات كبيرة كشفت عنها المحاكم الأمريكية مؤخرًا، حيث أقر كبار المسؤولين التنفيذيين في شركات عملاقة مثل Meta وGoogle وApple بأن منتجاتهم الشهيرة مثل “فيسبوك” و”جوجل سيرش” و”الآيفون” قد تواجه مستقبلًا غامضًا بسبب التغيرات السريعة في سلوك المستخدمين وتنامي المنافسة من قبل تقنيات الذكاء الاصطناعي ومنصات التواصل الاجتماعي الناشئة، مما يشير إلى أن الصدارة التقنية لم تعد أمرًا دائمًا كما كانت.

تراجع في شعبية فيسبوك وهل سيتأثر المستخدم العربي؟

صرح مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة Meta، خلال محاكمة حديثة حول مكافحة الاحتكار، بأن مستوى مشاركة المستخدمين على منصة فيسبوك يشهد تراجعًا ملحوظًا، حيث بات المستخدمون يفضلون الرسائل المباشرة بدلًا من النشر العام، مما غيّر كيفية استهلاك المحتوى، ففي عام 2025 انخفضت نسبة المراهقين المستخدمين لفيسبوك إلى 32%، مقارنةً بـ71% بين عامي 2014-2015 وفق تقرير مركز “بيو”، وفي المقابل، لا يزال إنستغرام يحظى بشعبية بين الشباب بفضل ميزاته الموجهة للمحتوى البصري والتفاعل المباشر.

عصر الآيفون: هل نحن أمام نهاية القصة؟

في تصريحات أثارت الجدل، قال “إيدي كيو”، المسؤول البارز في Apple، إن هواتف الآيفون ربما لن تكون موجودة بعد 10 سنوات، في ظل التحول المتوقع نحو أجهزة أكثر ذكاءً وارتباطًا بتقنيات المستقبل، حيث يشير هذا إلى تحول المستخدمين نحو أجهزة حديثة مثل النظارات الذكية والهولوجرامات التي تستهدف تحسين تجربة التفاعل التقني للأفراد، وعلى الرغم من أن Apple تمتلك حاليًا نسبة 19% من الحصة السوقية للهواتف الذكية، إلا أن معدلات التبديل أو شراء الهواتف الجديدة تشهد انخفاضًا نتيجة غياب التحديثات الابتكارية الكبيرة.

السباق نحو تقنيات المستقبل بين عمالقة التكنولوجيا

لم يعد الابتكار مجرد خيارٍ بل ضرورة لتأمين المستقبل، حيث بدأت كبرى الشركات، مثل Apple وGoogle وMeta، في التحول نحو الجيل التالي من الأجهزة الذكية، ومن بين الاتجاهات الرئيسية الملحوظة الطرح المُبكر لنظارات ذكية مثل Vision Pro من Apple والمزودة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، إضافة لتوجه Meta وGoogle نحو تطوير أجهزة تتضمن تكنولوجيا الهولوجرامات لتقديم تجارب أكثر تفاعلية للمستخدمين، وفقًا لما أعلنه زوكربيرج؛ فإن المستقبل قد يخلو تمامًا من الحاجة إلى استخدام الهواتف المحمولة التقليدية، وسيتركز حول وسائل أكثر سهولة وابتكارًا للتواصل واستكشاف المحتوى.

وفي الختام، رغم سيطرة الشركات العملاقة على قطاع التكنولوجيا لعقود، إلا أن تصريحات مديريها تشير إلى تحديات جسيمة تفرضها تطورات السوق، مما يعني أن من يبتكر ويُحدث تحولًا جذريًا في التقنيات سيبقى في المقدمة، بينما قد يجد الآخرون أنفسهم على هامش سوق عالمي تنافسي يلعب فيه المستخدم الدور الأساسي.