«ارتفاع ملحوظ» الذهب يواصل الصعود مع إقبال المستثمرين وترقب بيانات الاقتصاد الأمريكي

ارتفعت أسعار الذهب اليوم وسط إقبال كبير من المستثمرين على شرائه، حيث لعبت المستجدات المحيطة بالعلاقات التجارية الدولية دورًا كبيرًا في تحديد توجهات السوق، وعلى الرغم من أن التوتر التجاري بين أمريكا وأوروبا شهد تهدئة، إلا أن المستثمرين يركزون الآن على تقرير نفقات الاستهلاك الشخصي الأمريكية لمعرفة توجهات أسعار الفائدة المستقبلية.

ارتفاع أسعار الذهب وتأثير التوترات التجارية

سجل الذهب زيادة بنسبة 0.3% في أسواق المعاملات الفورية ليصل إلى 3309 دولارات للأونصة بحلول الساعة 03:00 بتوقيت جرينتش، وذلك بعد تراجع بنسبة 1% في الجلسة السابقة، في حين شهدت العقود الآجلة للذهب زيادة بنسبة 0.2% ليصل سعر الأونصة إلى 3308 دولارات، ويرجع هذا الارتفاع بشكل جزئي إلى تناقص حدة التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، حيث قررت الإدارة الأمريكية تأجيل فرض رسوم جمركية تبلغ 50% على الاتحاد الأوروبي حتى 9 يوليو لإعطاء فرصة أكبر للمفاوضات.

تصريحات المحللين حول أسعار الذهب

وفقًا لتيم ووترر، كبير محللي السوق في “كيه.سي.إم تريد”، فإن انخفاض أسعار الذهب إلى ما دون 3300 دولار للأونصة كان دافعًا رئيسيًا لجذب بعض المستثمرين للدخول مجددًا إلى السوق، ومع ذلك، أكد أن السوق العالمي للذهب ما زال يعكس أجواء من التفاؤل رغم التهدئة النسبية بين واشنطن وبروكسل على الصعيد التجاري، وهو ما أدى إلى بعض الاستقرار في حركة الأسعار في الفترة الراهنة.

معطيات اقتصادية تؤثر على أسعار الذهب

يراقب المستثمرون عن كثب تقرير نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي في الولايات المتحدة لشهر أبريل والذي من المقرر صدوره يوم الجمعة المقبل، حيث من المتوقع أن يوضح التقرير ملامح السياسة النقدية المستقبلية للولايات المتحدة خصوصًا فيما يتعلق بمسار خفض أسعار الفائدة، ومن جانب آخر، لوحظ انتعاش في ثقة المستهلكين الأمريكيين خلال شهر مايو، مما يُعد إشارة إيجابية على تأثير هدنة الحرب التجارية بين واشنطن وبكين.

سوق المعادن النفيسة يتأثر بالذهب

إلى جانب الذهب، شهدت المعادن النفيسة الأخرى تحركات ملحوظة في الأسعار، حيث حافظت الفضة على استقرارها النسبي عند سعر 33.31 دولار للأونصة، فيما سجل البلاتين ارتفاعًا بنسبة 0.4% ليصل إلى 1084.07 دولار، أما البلاديوم فقد شهد انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.2% ليستقر عند 976.22 دولار، مما يعكس مدى ارتباط الأداء العام لهذه المعادن بالمتغيرات الاقتصادية العالمية وبالخصوصيات المتعلقة بسوق الذهب.

عوامل الاستقرار والترقب في أسعار الذهب

إن الزيادة الحالية في أسعار الذهب تأتي في ظل مزيج من العوامل الاقتصادية والسياسية، فعلى سبيل المثال، التهدئة المؤقتة في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة وأوروبا جعلت الذهب أقل احتمالاً لتحقيق مكاسب إضافية كبيرة، كما أن البيانات الاقتصادية القادمة من الولايات المتحدة ستلعب دورًا محوريًا في تحديد تحركات الأسعار خلال الفترات المقبلة، حيث يعتبر المستثمرون الذهب أداة تحوط أساسية في أوقات عدم اليقين الاقتصادي.