«قرار صادم» إقليم إيطالي يقطع علاقاته مع إسرائيل بسبب مجازر غزة

رئيس إقليم إميليا رومانيا في شمال إيطاليا، ميشيل دي باسكال، أعلن موقفًا سياسيًا لافتًا تمثل بدعوة المسؤولين في الإقليم لإنهاء أي علاقات مؤسسية مع إسرائيل. يعزو دي باسكال قراره إلى الأحداث الدموية والعمليات العسكرية المستمرة في قطاع غزة، والتي تصاعدت بشكل ملحوظ منذ السابع من أكتوبر الماضي، معتبرًا أن هذه الإجراءات تعكس رفضًا واضحًا لما يتم وصفه بأنه عنف غير مقبول.

دعوة قوية لإنهاء العلاقات مع إسرائيل

أكد ميشيل دي باسكال، أحد قيادات الحزب الديمقراطي الإيطالي، أن قراره يهدف إلى الضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف ما سماه المجازر الجماعية في غزة. طالب جميع المسؤولين المحليين في إقليم إميليا رومانيا بالامتناع عن لقاء أي مسؤولين من إسرائيل، مشددًا على أن موقفه موجه ضد السياسات الحالية لحكومة بنيامين نتانياهو ولا يمت بصلة لليهود أو الشعب الإسرائيلي. وتأتي هذه الخطوة في إطار محاولة لتسليط الضوء على ضرورة تحرك المجتمع الدولي لمحاسبة الأطراف المخالفة للقانون الإنساني.

الأوضاع الإنسانية المأساوية في غزة

التصعيد العسكري في غزة أدى إلى خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات. وفقًا لتقارير وزارة الصحة في غزة، تجاوز عدد الضحايا الفلسطينيين 54321 شخصًا معظمهم من المدنيين، كنتيجة مباشرة للغارات والعمليات الجوية. وفي السياق ذاته، شهد الجانب الإسرائيلي سقوط 1218 قتيلًا إثر هجوم لحركة المقاومة الفلسطينية حماس. وتعكس هذه الإحصائيات المأساوية حجم الكارثة الإنسانية والأثر المدمر على الشعبين.

ردود الفعل الإيطالية على النزاع

أعرب وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني عن ضرورة وقف العمليات العسكرية في قطاع غزة فورًا، مطالبًا بهدنة إنسانية لاحتواء الأزمة. أشار إلى الوضع الإنساني الكارثي الذي يعيشه سكان غزة، مؤكدًا على أن الحل العسكري لا يمكن أن يُفضي إلى السلام. ودعا إلى الاهتمام بالمساعدات الإنسانية، التي تعتبر أمرًا أساسيًا لتخفيف معاناة السكان. كما شدد على التزام بلاده بدعم المبادرات الدولية مثل المبادرة المصرية الخاصة بإعادة إعمار غزة مع احترام حقوق السكان.

ضرورة احترام القانون الدولي

شدد أنطونيو تاجاني على أهمية تطبيق القانون الدولي الإنساني دون استثناء، ودعا المجتمع الدولي إلى الوقوف بوجه السياسات العدوانية التي تزيد من تعقيد الأوضاع في المنطقة. كما طالب بضرورة السماح بإدخال المساعدات الإنسانية بشكل فوري ودون أي قيود. وأكد أن الحوار السياسي هو البديل الوحيد للأعمال العسكرية التي تترك أثرًا كارثيًا على السكان المدنيين ومناطقهم.

هذا التحرك من قِبل إقليم إميليا رومانيا يكشف عن انتقاد أوروبي علني وغير مألوف للسياسات الإسرائيلية العدوانية، ويرسل رسالة واضحة بأن مثل هذه السياسات لا يمكن أن تُمرر دون وقفة دولية حازمة.