«صدمة عالمية» أسعار النفط هل تتجاوز 130 دولارًا قريبًا؟

توقعات بنك جيه بي مورغان لأسعار النفط

توقع بنك “جيه بي مورغان” أن أسعار النفط خلال عامي 2025 و2026 ستظل ثابتة رغم التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، حيث يرى البنك أن الأسعار الحالية تعكس بالفعل تأثير المخاطر السياسية المدمجة في الأسواق، ووفقًا للمذكرة البحثية الصادرة من البنك، فإن التوقعات تشير إلى أن متوسط سعر برميل النفط سيبقى بين 60 و65 دولارًا في عام 2025، بينما يستقر عند 60 دولارًا فقط للبرميل في عام 2026، مما يعكس عدم وجود تعديلات عن التوقعات السابقة، ويبدو أن تصاعد الأزمات العالمية يتطلب تقييمًا مستمرًا للمتغيرات التي قد تؤثر على الأسواق.

السيناريوهات المستقبلية وتأثيرها على أسعار النفط

بينما يظل البنك متفائلًا بشأن استقرار أسعار النفط، إلا أنه حذر من سيناريوهات قد تصعد الأسعار نحو مستويات قياسية، أحد أهم السيناريوهات هو إغلاق مضيق هرمز، الذي يُعد شريانًا رئيسيًا لإمدادات النفط عالميًا، حيث تمر عبره كميات هائلة تمثل جزءًا كبيرًا من التجارة النفطية الدولية، في حال حدوث مثل هذا التطور، يتوقع البنك ارتفاع أسعار النفط إلى نطاق يتراوح بين 120 و130 دولارًا للبرميل، مما يعكس أثر تعطل الإمدادات العالمية بشكل خطير، ومن المهم الإشارة إلى أن توقف صادرات إيران، التي تصل إلى حوالي 2.1 مليون برميل يوميًا، سيكون له تأثير أقل مقارنة بهذا السيناريو المتطرف.

• زيادة التوتر في مضيق هرمز قد يؤدي إلى تعطيل حركة الإمدادات بشكل كبير.
• توقف الإمدادات من لاعبين رئيسيين مثل إيران سيشكل ضغطًا على الأسواق العالمية.
• أي تصعيد عسكري في المنطقة من شأنه أن يشعل حالة من عدم الاستقرار في الأسواق.
• الارتفاع المفاجئ للأسعار سيؤثر سلبًا على الاقتصادات المستوردة للنفط.

هذه التحديات المحتملة تجعل من الاستعداد المبكر من قبل الحكومات والمستثمرين أمرًا ضروريًا لتجنب صدمات اقتصادية مفاجئة.

التقلبات الأخيرة في أسعار النفط

شهدت أسعار النفط العالمية مؤخرًا موجة من التذبذُب حيث تراجعت في تداولات يوم الخميس، وذلك بعد صعود قوي تجاوز 4% خلال جلسة الأربعاء، وقد انخفض سعر خام برنت إلى ما دون 69 دولارًا للبرميل، واستقر خام غرب تكساس الوسيط عند حوالي 68 دولارًا، ويرجع هذا التراجع إلى أنه رغم المكاسب السابقة، تتأثر الأسواق بعوامل مثل تقلب الطلب والمخاوف الجيوسياسية.

من الجدير بالذكر أن هذا التراجع في الأسعار جاء بعد تحقيق مكاسب ملحوظة في الجلسات السابقة، مما قد يعكس توازنًا في الأسواق بين توقعات العرض والطلب.

ما الذي يحمله المستقبل لأسعار النفط؟

مع توقع “جيه بي مورغان” استقرار أسعار النفط خلال السنوات القادمة، يبقى التساؤل حول تأثير الأحداث السياسية والاقتصادية المستقبلية، إذ تعتمد الأسواق على استقرار الأوضاع وتأمين الممرات الرئيسية مثل مضيق هرمز، كما أن الطلب العالمي واستراتيجيات الدول المنتجة ستكون لهما أدوار محورية، على الجانب الآخر قد تُحدث أي أزمة كبرى قفزات حادة في الأسعار، وهو ما قد يضع الأسواق العالمية في تحدٍ كبير، سواء بخصوص تأمين الإمدادات أو السيطرة على معدلات التضخم.