تقلبات أسعار النفط والذهب جراء التوترات الجيوسياسية

شهدت أسواق السلع العالمية حالة من الاضطراب نتيجة التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد إيران، مما أثر بشكل واضح على أسعار النفط والذهب. يعتبر الوضع الجيوسياسي المتأزم في منطقة الشرق الأوسط عنصراً رئيسياً مؤثراً على الأسواق، حيث يسعى المستثمرون إلى أصول الملاذ الآمن تجنباً للمخاطر وتقلبات السوق غير المتوقعة.

ارتفاع أسعار النفط بسبب الأوضاع الإقليمية

أسعار النفط سجلت قفزات تاريخية بعد التقارير المتعلقة بتوجيه ضربات جوية إسرائيلية لمناطق داخل إيران. في ظل هذه الأوضاع، ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 11% ليصل إلى 76.52 دولارًا للبرميل، بينما صعد خام برنت إلى 77.98 دولارًا للبرميل. المخاوف الرئيسية التي دفعت الأسعار للتصاعد هي الخوف من تعطيل إمدادات النفط عبر مضيق هرمز، الذي يُعتبر مركزًا استراتيجيًا لتصدير النفط العالمي.

يرجع هذا التزايد في الأسعار إلى عدد من العوامل:

• التصعيد العسكري واحتمالية تزايد تداعياته على الإنتاج النفطي.
• دور مضيق هرمز الحيوي كأحد أهم الممرات المائية لنقل النفط.
• زيادة الطلب العالمي للطاقة في ظل تقلبات الإمدادات.

أسعار النفط كانت تتحرك في مسار صعودي نتيجة هذه المخاوف، إلا أن الأسواق انقسمت بين من يرون بأن هذا الاتجاه مؤقت ومن يتوقعون استمراره في حال استمرت حالة التوتر الجيوسياسي.

ما الذي يدفع أسعار الذهب للصعود؟

في الوقت نفسه، استفاد الذهب من هذا المشهد المتقلب. مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن، ارتفعت الأسعار لتصل إلى 3427 دولارًا للأونصة في المعاملات الفورية وجعل الذهب محط أنظار المستثمرين. العقود الآجلة بدورها شهدت صعودًا ملحوظاً إلى 3452 دولارًا، مما يعكس حالة التحوط المالية ضد التهديدات الجيوسياسية المتلاحقة.

ومن أبرز العوامل التي تدفع الذهب للارتفاع في مثل هذه الأوقات:

• التوترات السياسية وتأثيرها على الأسواق المالية.
• استمرار معدلات التضخم العالمية المرتفعة.
• زيادة الطلب على الأصول التي تحمل قيمة حقيقية ثابتة.

مقارنة تحركات الأسواق الرئيسية

لإعطاء صورة أوضح، الجدول التالي يوضح نسبة التغير الأسبوعية في أسعار النفط والذهب:

تأثير التصعيد على الأسواق العالمية

التوترات بين إسرائيل وإيران تشير إلى احتماليات أوسع لعدم الاستقرار، ما يؤدي لتدهور سلاسل الإمداد العالمية وتزايد مشاكل الطاقة، خاصةً فيما يتعلق بالحاجة الطارئة لمصادر بديلة. مع استمرار التصعيد، من المتوقع أن تبقى أسعار النفط والذهب في ارتفاع وسط استمرار عدم اليقين.