إصابة مهاجرين أفارقة في مديرية باقم بسبب انفجار لغم أرضي

تُعد مديرية باقم الحدودية بمحافظة صعدة واحدة من أكثر المناطق حساسية في اليمن نظرًا لقربها من الشريط الحدودي مع المملكة العربية السعودية، وأسفرت الأحداث الأخيرة عن إصابة اثنين من المهاجرين الأفارقة بسبب انفجار لغم أرضي في منطقة يسنم أثناء محاولتهما العبور بطريقة غير قانونية، مما أضاف بُعدًا جديدًا للمخاطر التي يواجهها المهاجرون في هذه المناطق الوعرة.

منطقة يسنم ومخاطر المهاجرين غير الشرعيين

منطقة يسنم في مديرية باقم تُعد واحدة من المحاور الرئيسية التي يستخدمها المهاجرون الأفارقة عند محاولتهم الدخول إلى الأراضي السعودية، ومع ذلك، فإن هذه الطريق محفوفة بالمخاطر لعدة أسباب، منها الطبيعة الصحراوية الصعبة، والظروف الأمنية، والألغام الأرضية التي خلفتها سنوات طويلة من النزاعات، الإنفجار الذي وقع مؤخرًا أظهر خطورة هذه الرحلة، حيث أصيب المهاجران بجروح متفاوتة وتم نقلهما إلى مركز طبي قريب لتلقي الرعاية الأولية.

المناطق الحدودية مثل باقم تُعتبر نقاط عبور شائعة للمهربين الذين يعملون على تنظيم هذه الرحلات غير القانونية، بيد أنها تحتوي على ألغام منتشرة بشكل كبير نتيجة الحروب الماضية، والتي تشكل تهديدًا جانبيًا للمهاجرين والمدنيين على حد سواء، عمليات عبور الحدود بهذه الطريقة لا تكشف فقط عن الظروف الاقتصادية الصعبة التي تدفع المهاجرين للخروج من بلدانهم، بل تسلط الضوء أيضًا على غياب الإمكانات الكافية لتأمين هذه المناطق وتجنيب المواطنين مثل هذه الحوادث.

حركة المهاجرين الأفارقة نحو الأراضي السعودية

زيادة أعداد المهاجرين غير الشرعيين باتت ظاهرة ملحوظة في مناطق مثل باقم وصعدة بشكل عام، والمهاجرون غالبًا ما يأتون من دول القرن الإفريقي مثل الصومال وإثيوبيا وإريتريا، حاملين آمالًا كبيرة في الهروب من الفقر والمجاعة والنزاعات، والسعي للحصول على فرص عمل في المملكة العربية السعودية التي تُعتبر الوجهة المفضلة لهم، غير أن المسارات غير الرسمية المستخدمة للوصول إلى الحدود تُلقي بهم داخل دوامة خطيرة من الأخطار.

ينبغي الإشارة إلى أن عملية عبور الحدود بهذه الطريقة لا تشكل خطرًا على المهاجرين وحدهم، بل تؤثر أيضًا على أمن المناطق الحدودية، تُعد حملات التوعية أحد الحلول الممكنة لافتًا النظر إلى مدى سوء العواقب مثل تعرّضهم لهذه الكوارث الأمنية.

دعوات لتعزيز الجهود لمكافحة الألغام في باقم

استمرار حالات الإصابة والوفيات جراء الألغام الأرضية في المناطق الحدودية جعل الكثير من النشطاء ومنظمات محلية ودولية تدعو لتكثيف الجهود من أجل إزالة الألغام من مناطق مثل باقم، كما أن الضرورة أصبحت ملحة لإطلاق حملات توعية تستهدف المهاجرين غير الشرعيين لتجنب استخدام المسارات غير الآمنة، حيث تشير الإحصائيات إلى أن اليمن تُعتبر من أكثر الدول التي تعاني من الألغام على مستوى العالم.

• إطلاق حملات مستمرة لنزع الألغام في المناطق الحدودية
• تعزيز التوعية حول مخاطر التسلل عبر الحدود غير الرسمية
• توفير دعم طبي ومراكز إسعافات أولية للمناطق المحاذية
• التعاون الدولي لتمويل المشاريع التي تساهم في إعادة تأمين هذه المناطق

بحثًا عن مستقبل أفضل وسط تحديات كبيرة

لا يزال المهاجرون الأفارقة يخاطرون بحياتهم لعبور المناطق الحدودية والبحث عن مستقبل أفضل، ومع ذلك، فإن الحوادث الأخيرة التي وقعت في باقم تعتبر بمثابة تذكير للجميع، سواء الحكومات، أو المنظمات الأممية، أو حتى المهاجرين أنفسهم، أن هناك حاجة ماسة لإيجاد حلول عاجلة ومستدامة لهذه المشكلة التي تكشف عن أوجه جديدة من المعاناة الإنسانية الناتجة عن النزاعات والصراعات.