مصطفى مدبولي يعاين أول مصنع بالسونار في مصر والشرق الأوسط

يشهد قطاع التكنولوجيا الطبية في مصر تحولًا نوعيًا مع مشروع إنشاء أول مصنع محلي وأيضًا الأول في منطقة الشرق الأوسط لتصنيع أجهزة الموجات فوق الصوتية (السونار). هذا المشروع، الواقع بمدينة السادس من أكتوبر، يحمل آفاقًا واعدة لتطوير صناعة الأجهزة الطبية والتقليل من الاعتماد على الاستيراد، في إطار جهود توطين الصناعات المختلفة وتعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للابتكار الطبي.

مشروع تصنيع أجهزة السونار في مصر: خطوة طموحة

في إطار رؤيتها للتنمية المستدامة وتحقيق أهداف رؤية مصر 2030، تتبنى الدولة خطوات جادة لتوطين الصناعات الطبية محليًا. مصنع السونار الجديد يُعد نموذجًا للشراكات الاستراتيجية بين المؤسسات المحلية والدولية، حيث يجمع هذا المشروع بين شركة "جنرال إلكتريك هيلث كير"، الرائدة عالميًا في الحلول الطبية الرقمية، وبين مجموعة "الصافي جروب". هذه الشراكة تُبرز أهمية التعاون المحلي والدولي في تنفيذ مشاريع ضخمة تسهم في توفير حلول متقدمة للرعاية الصحية التشخيصية.

المصنع الجديد ليس مجرد مركز إنتاج، بل نافذة لنقل التكنولوجيا وتدريب الكوادر المصرية. ويؤكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن هذه الجهود تدعم التوجه الحكومي نحو تعزيز التصنيع المحلي بمشاركة القطاع الخاص ليصبح أحد أهم ركائز الاقتصاد الوطني.

التقنيات المتطورة ودورها في دعم القطاع الطبي

الابتكار التكنولوجي كان أحد المحاور الأساسية لهذا المشروع الضخم، حيث أوضح المدير التنفيذي لشركة "جنرال إلكتريك هيلث كير" أن المصنع الجديد سيُصنع أجهزة السونار والرنين المغناطيسي بأحدث التقنيات. ومن التصريحات التي تم الكشف عنها، فإن مصر ستحظى بجودة تصنيع تضاهي المعايير العالمية، مع خطة طويلة الأمد للتوسع لتلبية الطلب المتزايد على الأجهزة الطبية محليًا وإقليميًا.

من بين مزايا المشروع التي استعرضها الدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة والسكان، تحسين الخدمات التشخيصية وتقليل الاعتماد على الاستيراد مع تعزيز البنية التحتية الصحية. كما أشار إلى أن الأجهزة المصنعة بالمشروع تُستخدم في المبادرات الصحية الهامة مثل "حياة كريمة"، مما يُسهم في رفع كفاءة المستشفيات على مستوى القرى والمدن.

تفاصيل المصنع وإمكاناته الإنتاجية

المصنع يمتد على مساحة 25 ألف متر مربع ويضم 25 خط إنتاج، مما يتيح تصنيع أكثر من 2500 جهاز سونار سنويًا. هذا بجانب تصنيع حوالي 40-50 جهاز رنين مغناطيسي سنويًا. أيضًا، يُساهم هذا الصرح الصناعي في خلق فرص عمل وفيرة، تصل لنحو 3000 فرصة تشمل وظائف مباشرة وغير مباشرة، مما يدعم النمو الاقتصادي ويساهم في تحسين حياة الأفراد.

بالنظر لمستجدات الإنتاج، أوضح مسؤولو المشروع مراحل التصنيع التي تشتمل على عدة خطوات متطورة تبدأ من فحص الخامات وحتى اختبارات الجودة على المنتج النهائي. هذه العمليات المتقنة تهدف إلى تقديم أجهزة متطورة تلبي أعلى المعايير الصحية، مع خطط لتكثيف الاعتماد على المكون المحلي خلال السنوات القادمة.

أهداف المشروع على المديين المحلي والإقليمي

المصنع ليس مجرد منشأة محلية للتصنيع، بل رؤية استراتيجية لدور مصر في القارة الإفريقية. فمع وجود سوق يزيد عن 110 ملايين مواطن داخل مصر، يُخطط المشروع لتصدير الأجهزة المصنعة محليًا إلى دول إفريقية أخرى. يعني هذا دعم تنافسية مصر وتعزيز موقعها كمحور للإنتاج والابتكار الطبي.

• تحسين البنية التحتية الصحية وتقليل الاعتماد على الاستيراد.
• نقل التكنولوجيا وتدريب الكوادر الوطنية.
• تعزيز القدرة التنافسية لمصر في السوق الإفريقية.
• تقليل النفقات الصحية واستثمار أكبر في المكون المحلي.

الخطة الطموحة لإنشاء هذا المصنع تُجسد التحول النوعي الذي تمر به البلاد في التركيز على التصنيع المحلي والشراكات العالمية. مع الاستمرار في تقديم الدعم الحكومي والمزيد من الاستثمارات الأجنبية، فإن مصر على أعتاب أن تصبح مركزًا رئيسيًا للتطور الطبي فى المنطقة. تابعوا أحدث المستجدات حول هذا المشروع وغيره من الأخبار المشابهة من خلال مقالنا المرتبط عن التطور الصناعي في مجال التكنولوجيا الطبية بمصر.