القراصنة يسرقون 2 مليار دولار من العملات المشفرة خلال 6 أشهر.. ماذا يعني ذلك للمستثمرين؟

العملات المشفرة فريسة سهلة للقراصنة: خسائر تجاوزت 2 مليار دولار خلال 6 أشهر

سجلت الجرائم الإلكترونية التي تستهدف العملات المشفرة ارتفاعًا غير مسبوق خلال النصف الأول من عام 2025، حيث تجاوزت الخسائر المالية المرتبطة بهذه الهجمات حاجز 2 مليار دولار، حسب تقرير شركة “Chainalysis” المختصة في تحليل بيانات البلوكشين وتتبع الحركة الرقمية لهذه الأصول. يعكس هذا الرقم الضخم هشاشة سوق العملات المشفرة أمام تهديدات القرصنة، ما يزيد من المخاطر التي تواجه المستثمرين والشركات على حد سواء.

العملات المشفرة فريسة سهلة للقراصنة بسبب ثغرات أمنية في منصات التداول

يشير خبير الأسواق المالية أحمد معطي إلى أن تصاعد الهجمات الإلكترونية على العملات المشفرة يرجع بالدرجة الأولى إلى وجود ثغرات أمنية في منصات التداول الرقمية؛ حيث يعتمد القراصنة على هجمات متقنة تستهدف الأكواد البرمجية الضعيفة أو تستغل عيوبًا في برمجة هذه المنصات. وأوضح معطي في تصريحات خاصة لـ”تليجراف مصر” أن نطاق القرصنة توسع ليشمل ليس فقط اختراق محافظ الأفراد الرقمية، بل امتد إلى شبكات البلوكشين الناشئة ومنصات التمويل اللامركزي التي تعاني أحيانًا من غياب أنظمة حماية متطورة.

وحذر معطي من ارتفاع المخاطر المرتبطة بالاستثمار في العملات المشفرة؛ إذ إن غياب الأطر التنظيمية وتقلبات السوق إلى جانب تهديدات الاختراقات تجعله سوقًا عالي المخاطر، خاصة للمستثمرين الذين لا يمتلكون الخبرة الكافية في هذا المجال.

ارتفاع متواصل لعملة البيتكوين وسط مخاوف أمنية في سوق العملات المشفرة

شهدت سوق العملات الرقمية في تعاملات الجمعة 18 يوليو 2025، ارتفاعًا جماعيًا عكس تحسن شهية المستثمرين وتزايد الإقبال المؤسسي على الأصول الرقمية، وسط مخاوف مستمرة حول الأمان الإلكتروني. فقد قفزت عملة بيتكوين، أكبر العملات المشفرة من حيث القيمة السوقية، بنسبة 1.9% لتصل إلى 120,599 دولارًا في أحدث التداولات الصباحية، مواصلة بذلك مسيرتها الصعودية للأسبوع الثالث على التوالي.

وفي نفس السياق، حققت عملة إيثريوم ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 7.8% لتصل إلى مستوى 3,637.93 دولارًا، مما يعكس توجهًا إيجابيًا في السوق رغم التهديدات الأمنية التي تواجه العملات الرقمية.

• ارتفاع مكاسب بيتكوين بنسبة 29% منذ بداية 2025
• تزايد اهتمام المؤسسات المالية بالعملات الرقمية
• توجه نحو دمج العملات المشفرة في النظام المالي الأمريكي

مشروعية تداول البيتكوين في مصر والتحذير من مخاطره الأمنية

أكد الخبير المصرفي هاني أبو الفتوح أن تداول العملات المشفرة مثل بيتكوين محظور في مصر بشكل قانوني، مستندًا إلى قانون البنك المركزي المصري لعام 2020 الذي نص على حظر تداول هذه الأصول غير التقليدية. وأشار أبو الفتوح في لقاء مع “تليجراف مصر” إلى أن عدم وجود جهة تنظيمية رسمية لمراقبة تداول العملات المشفرة، إضافة إلى اعتماد هذه العملات على نظم لا مركزية وغياب اعتراف قانوني بها كوسيلة دفع، يجعل تداولها مخالفًا للقانون.

وشدد على أن البنك المركزي المصري لا يعترف بالعملات المشفرة ضمن النظام النقدي الوطني، ولا تعتمد عليها السياسات المالية أو النقدية للدولة. وأضاف أن التقلبات الحادة للعملات الرقمية وغياب حدود لإصداراتها يجعلها ذات مخاطر عالية، وقد تهدد الاستقرار المالي إذا ما أُجيز تداولها داخل السوق المصري، موضحًا أن الموقف الرسمي واضح بعدم دمج العملات المشفرة ضمن النظام المصرفي. في نفس الوقت، تحظى عملة بيتكوين بتفاؤل عالمي بسبب احتمالات دمجها بشكل أوسع داخل النظام المالي الأمريكي، ما يعزز مكاسبها ويزيد من قيمتها السوقية.

العملات المشفرة فريسة سهلة للقراصنة يطرح تحديات جدية على المستثمرين والمنصات على حد سواء، حيث تتقاطع مخاطر الأمان مع تحديات التشريعات والتنظيم؛ ما يجعل اتخاذ قرارات الاستثمار أو التداول في هذا المجال بحاجة لخبرة ودراسة دقيقة، يضاف إليها مراقبة مستمرة لتحركات السوق المفتوحة أمام تلاعبات القرصنة الإلكترونية والتقلبات الحادة التي تشهدها.