فيفا يعلن نهاية الموسم الرسمية ويُلزم الاتحادات بتواريخ دقيقة لإنهاء أزمة زيزو

انتقالات اللاعبين والتوجيهات الجديدة من فيفا لتحديد مواعيد نهاية الموسم الكروي

اتخذ الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” خطوة هامة تهدف إلى ضبط عمليات انتقالات اللاعبين وتجنب الخلافات القانونية من خلال إصدار توجيهات صارمة تتعلق بتحديد مواعيد نهاية الموسم الكروي لكل اتحاد محلي، وذلك بعد الجدل الكبير الذي أعقب انتقال اللاعب أحمد سيد “زيزو” من نادي الزمالك إلى غريمه الأهلي.

الأزمة القانونية في انتقالات اللاعبين وتأثيرها على تحديد نهاية الموسم الكروي

ترجع جذور الأزمة إلى إعلان النادي الأهلي تعاقده مع أحمد سيد زيزو كصفقة انتقال حر، مباشرةً بعد انتهاء عقده مع نادي الزمالك؛ ورغم تأجيل الإعلان الرسمي حتى ما بعد مباراة الزمالك أمام بيراميدز في نهائي كأس مصر في 5 يونيو 2025، إلا أن الزمالك اعترض على توقيت الإعلان، معتبرًا أن الموسم لم يكن قد انتهى رسميًا بعد، خصوصًا وأن آخر مباراة رسمية كانت ضمن بطولة كأس رابطة الأندية التي اختتمت في 12 يونيو 2025، وهو التاريخ الذي يجب أن يُعتبر نهاية الموسم بالنسبة لنادي الزمالك.

واستند الزمالك في موقفه إلى أن اللاعب كان لا يزال مسجلًا ضمن صفوفه خلال إقامة نهائي كأس مصر، وطلب رسمياً من رابطة الأندية واتحاد الكرة تحديد نهاية الموسم بناءً على تاريخ آخر مباراة رسمية محلية ضمن مسابقة كأس الرابطة، التي حسمها سيراميكا كليوباترا بالفوز على البنك الأهلي (2-0).

توجيهات فيفا لضرورة تحديد مواعيد نهاية الموسم الكروي بدقة

تدخل “فيفا” لحسم الجدل بناءً على المادة 6 الفقرة 2 من لائحة انتقالات أوضاع اللاعبين (RSTP) والملحق 3 منها، حيث ألزمت كل اتحاد محلي بتوفير مواعيد دقيقة واضحة لمواسمه وفترات تسجيل اللاعبين الرسمية عبر نظام الانتقالات الدولي (TMS)، وذلك قبل 12 شهرًا على الأقل من بداية الموسم. وتُعرف “فيفا” الموسم بأنه فترة مستمرة لمدة 12 شهرًا تبدأ بأول مباراة رسمية في بطولات الدوري أو الكأس، وتنتهي بآخر مباراة رسمية في أي من المنافسات المحلية الرسمية، مما يعني ضرورة تحديد نهاية الموسم بشكل دقيق مسبقًا.

أما فترة التسجيل الأولى (الصيفية)، فتبدأ في اليوم التالي مباشرة لانتهاء الموسم السابق، وتمتد من 8 أسابيع كحد أدنى وحتى 12 أسبوعًا كحد أقصى.

• التزام الاتحادات المحلية بتحديد مواسمها بدقة قبل سنة من تنفيذها.
• تحديد بداية ونهاية الموسم بـ12 شهرًا متتالية تشمل جميع المنافسات المحلية الرسمية.
• استحداث فترة تسجيل أولى تمتد بين 8 إلى 12 أسبوعًا بعد انتهاء الموسم.

تحليل مسؤوليات الأندية والاتحادات وكيفية التعامل مع انتقالات اللاعبين بناءً على نهاية الموسم الكروي

القضية كشفت عن وجود ثغرة تنظيمية واضحة داخل اتحاد الكرة المصري ورابطة الأندية، حيث لم يتم تسجيل نهاية الموسم 2024-2025 رسمياً وفق نظام TMS، ما أتاح مجالاً واسعًا للتأويلات القانونية.

وفقا للائحة “فيفا”، تلتزم الأندية والاتحادات بتسجيل تفاصيل الموسم وفترات القيد بدقة لضمان الشفافية ومنع النزاعات القانونية الناتجة عن انتقالات اللاعبين، مثل حالة زيزو، ويُعتبر أي عقد يُبرم بعد نهاية الموسم الرسمي المسجل في TMS قانونيًا، حتى في حالة وجود مباريات متبقية للفريق في الواقع.

من ناحية أخرى، كانت صفقة انتقال زيزو إلى الأهلي قانونية حسب هذه المعايير، إذ تمت بعد انتهاء عقده مع الزمالك وانتهت موسمه الرسمي وفق ما هو معتمد في نظام TMS، حيث لم يعلن الأهلي عن الصفقة في وقت يخل بمسؤولية أخلاقيات أو قوانين سوق الانتقالات. ولعل تأخير الإعلان الرسمي قد يعكس وعي الإدارة بحساسية الموضوع واحترامها للظروف.

بعد تدخّل “فيفا” وتوجيهاته، أصبح من الضروري على الاتحاد المصري لكرة القدم ورابطة الأندية المحترفة تحديد تواريخ بداية ونهاية كل موسم بشكل موثق ضمن نظام TMS، مع تعميم هذه التواريخ الرسمية على الأندية واللاعبين والجماهير، مما يعزز شفافية سوق الانتقالات ويغلق الباب أمام أية خلافات مستقبلية.

قضية أحمد سيد زيزو لم تبرز فقط الخلاف القانوني بين الأندية، بل كشفت عن ثغرات إدارية كان يمكن أن تتحول إلى نزاعات دولية، واتحاد الكرة الآن أمام تحدٍ لتطبيق القانون بدقة تامة والارتقاء بمنظومة تسجيل المواسم والفترات الرسمية، لتفادي تكرار مثل هذه النزاعات مستقبلاً.