مرصد الختم يلتقط صورة نادرة لسديم مخلب القط في سماء صحراء أبوظبي

سديم مخلب القط في أبوظبي: صورة نادرة توثق تفاصيله الفلكية المعقدة

التقط مرصد الختم الفلكي صورة نادرة وواضحة لسديم مخلب القط في أبوظبي، بعد جهد تصوير وصل إلى حوالي 10 ساعات في صحراء الإمارة؛ لتسجيل تفاصيل هذا السديم الذي يثير اهتمام الفلكيين حول العالم، خاصة بالنظر إلى موقعه الظاهر صعب الرصد بسبب انخفاضه عن الأفق.

تعرّف على سديم مخلب القط في أبوظبي وطبيعته الفلكية

سديم مخلب القط هو تكوين ضخم من الغازات والغبار الكوني، ويُصنّف كأحد أكبر سُدُم الانبعاث المعروفة، إذ يشكل بيئة نشطة لولادة النجوم الجديدة؛ فهو يقع ضمن كوكبة العقرب النجمية التي تزخر بالعديد من الأجرام السماوية الجذابة. عمق هذا السديم وحجمه الهائل يجعلانه موقعًا أساسيًا للدراسة الفلكية، كما أن الضوء المنبعث منه استغرق آلاف السنين ليصل إلى الأرض مما يتيح لنا نظرة إلى الماضي البعيد.

كيفية تصوير سديم مخلب القط من موقع أبوظبي الفلكي

تصوير سديم مخلب القط من أبوظبي يشكل تحديًا مميزًا نظرًا لموقعه القريب من الأفق إذ لا يتجاوز ارتفاعه 30 درجة، الأمر الذي يعزز تأثير التلوث الضوئي وانتشار تشتت الضوء عبر الغلاف الجوي، مما يتطلب تجهيزات فلكية دقيقة ومهارة عالية في التصوير. يعتمد الفلكيون على:

• استخدام تلسكوبات ذات حساسية ضوئية عالية تغطي مدى طيفي واسع.
• الاستمرار في عمليات التصوير لفترات طويلة، كما حدث لمدة 10 ساعات متصلة.
• معالجة الصور بعناية فائقة لتقليل التشويش الناتج عن الغلاف الجوي والضوء المتداخل.

دلالات ألوان سديم مخلب القط وحجم الضوء المنبعث منه

تشكل ألوان السديم في الصور الفلكية مؤشرًا مهمًا لتركيبته الغازية؛ حيث يظهر سديم مخلب القط بلونين رئيسيين: الأحمر الدال على وجود غاز الهيدروجين، والأزرق الذي يشير إلى غاز الأكسجين. هذه الألوان المميزة ساعدت في تفسير شكله الفريد الذي يشبه قدم القط، وبالتالي جاءت التسمية. الضوء الذي يظهر بحجم ظاهري أكبر قليلًا من القمر البدر، هو ضوء انبعث منذ 4370 سنة، مع حجم حقيقي للسديم يتطلب ضوءه 320 سنة لعبوره من طرف إلى آخر، مع العلم أن سرعة الضوء تبلغ 300 ألف كيلومتر في الثانية، ما يجعل رؤية هذا السديم وكأنه نافذة زمنية إلى الماضي.

تحقق هذه الصورة الفلكية التي التقطها مرصد الختم الفلكي إنجازًا مهمًا في مجال الرصد الفلكي في المنطقة، خاصة من البيئة الصحراوية التي توفر أجواءً هادئة نسبيًا لتقليل اضطرابات الضوء. سديم مخلب القط في أبوظبي يربط بين التاريخ الكوني العميق والجهود العلمية الرائدة التي تقترب من أسرار الكون المدهشة.