حرب الخليج الثانية وأخطاء استراتيجية أدت لكارثة كبرى على المنطقة العربية تظل حجر الزاوية في فهم التحولات الجذرية التي شهدتها المنطقة منذ 1990، حيث كشف العديد من التحليلات عن سلسلة من الأخطاء القاتلة التي ارتكبتها الأطراف العربية، خاصة العراق، وأسفرت عن تغييرات جسيمة في خريطة الخليج العربي، وترسيخ الوجود الأمريكي العسكري في المنطقة.
أخطاء حرب الخليج الثانية ودورها في إعادة تشكيل النظام الإقليمي العربي
تُعد حرب الخليج الثانية نقطة فاصلة في تاريخ المنطقة العربية، لأن الأخطاء الاستراتيجية التي رافقت الغزو العراقي للكويت كانت السبب الرئيس في الكارثة التي ألمّت بالأمة؛ إذ لم تكن مجرد صراع عسكري عابر، بل كانت نتيجة تراكم أخطاء فادحة، كما بيّن الكاتب جمال كمال في كتابه «الأخطاء القاتلة في حرب الخليج الثانية»؛ حيث حمل القيادة العراقية بقيادة صدام حسين المسؤولية الكبرى، بسبب قرارات شابها الوهم والثقة المفرطة بقدرة الجيش العراقي بعد حرب إيران. هذه الأخطاء انعكست على غياب تقدير دقيق للواقع الدولي وتوازن القوى، مما أنتج قرار غزو الكويت بمعزل عن حسابات عقلانية أدت إلى انزلاق المنطقة في أزمة عميقة.
الكتاب يعرج على المراسلات السرية التي تكشف إشارات مبهمة من جهات دولية، من بينها السفيرة الأمريكية في بغداد في ذلك الوقت، أبريل غلاسبى، التي ربما خففت من قلق صدام وحفزته على تصعيد الموقف، إلا أن المؤلف يؤكد أن ذلك لا يبرر القرار الذي وصفه بالانتحار الاستراتيجي في لحظة كانت فيها المنطقة تعيش حالة توازن هش للغاية. هذه الأخطاء فتحت الباب واسعًا أمام الهيمنة الأمريكية وإعادة تشكيل النظام الإقليمي على حساب السيادة العربية.
التحولات العربية والإقليمية وأخطاء حرب الخليج الثانية في مواجهة التدخل الأجنبي
تسببت حرب الخليج الثانية في انقسام عميق داخل الصف العربي، حيث ظهرت الانقسامات بأشكال متعددة، فبينما أدانت مصر وسوريا والسعودية الغزو العراقي وشاركت في التحالف الدولي لاستعادة الكويت، تبنت دول أخرى مواقف ملتبسة، بل وبعضها دعم العراق، مثل منظمة التحرير الفلسطينية، واليمن، والسودان، ما كلفها لاحقًا ثمنًا سياسيًا باهظًا. هذه الانقسامات لم تكن فقط خلافات سياسية، بل شكلت بداية انهيار شبه تام لفكرة العمل العربي المشترك، وكشفت هشاشة النظام الإقليمي الذي لم يفلح في إدارة أزماته دون تدخل قوى كبرى.
الأخطاء التي رصدها الكاتب تشمل أيضاً الاستدعاء السريع للقوات الأمريكية والغربية إلى الخليج بأيدي الدول الخليجية نفسها، التي خافت من التوسع العراقي؛ ما دفعها للاعتماد على الحماية الغربية بالكامل، ما أسهم في تسليم مفاتيح الأمن إلى الخارج، ومهد الطريق لنشأة علاقة وصاية من قبل الولايات المتحدة على شؤون الخليج. هذه اللحظة مثلت نقطة تحول جذري في العلاقات العربية-الأمريكية ووضعت المنطقة في تبعية إستراتيجية طويلة الأمد.
الأبعاد الإعلامية والإنسانية لأخطاء حرب الخليج الثانية وتأثيرها المستمر على المنطقة
برز دور الإعلام خلال حرب الخليج الثانية كأحد عناصر الصراع الحاسمة، حيث كشف الكتاب دور الإعلام العربي والغربي في تصعيد الأزمة، وتوجيه الرأي العام من خلال التهويل والتضليل، والاستغلال الإعلامي لبعض القصص الملفقة كالـ«ممرضات الكويتيات والأطفال المسحوبين من الحاضنات» التي ساهمت في زعزعة المواقف الدولية وتكوين قاعدة دعم عسكري للتدخل الأجنبي. الإعلام هنا لعب دورًا مزدوجًا: فضح العدوان العراقي من جهة، وتبرير الاحتلال الأمريكي من جهة أخرى، مما جعله أداة فعالة في تبادل المعارك غير التقليدية.
أما الكارثة الإنسانية والسياسية التي تلت الحرب، فتشمل الحصار الاقتصادي المفروض على العراق والدمار الذي طال بنيته التحتية والخدمات الأساسية كالطب والتعليم، مما دفعه إلى حالة توقف شبه كاملة لشؤون الدولة، مع عواقب عميقة على حياة ملايين العراقيين لعقود. ويوضح الكاتب أن الحصار كان عقوبة جماعية تغول على حقوق الشعب العراقي، وأن المجتمع الدولي فشل في أي جهود جادة لإعادة تأهيل العراق أو دمجه في النظام الإقليمي، مما أعد لمرحلة جديدة من التدمير السياسي في المنطقة.
في الجانب الأخلاقي، يعبر الكاتب عن تعاطفه مع الشعوب العربية، مبرزًا نقده الحاد لاستسهال اللجوء للحرب كحلّ، وانتقاده لدور الأمم المتحدة التي شهدت تحولات بيد تلك القوى الكبرى، لتصبح وسيلة في يد الولايات المتحدة، مسهّلة تشريع التدخلات الأجنبية والهيمنة على موارد الخليج.
- القراءات الخاطئة لقيادات العراق أدت لتداعيات كارثية
- الانقسامات العربية أضعفت القدرة على مواجهة التدخلات الخارجية
- الاعتماد على الحماية الغربية أزال مفاتيح الأمن العربي من أيدٍ عربية
- الإعلام استُغل لصالح تصعيد الأزمة وتبرير الاحتلال الأجنبي
- الحصار الاقتصادي خلف مشكلات إنسانية ودماراً للبلاد على مدى عقود
تشير التداعيات التي ما زالت تؤثر في منطقتنا اليوم، من الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 إلى تفكك دول مثل سوريا وليبيا، وظهور اتفاقيات تطبيع عدة، بشكل مباشر إلى تلك اللحظة الفارقة عام 1990، التي شهدت فتح الأبواب أمام القوى الكبرى لتعيد ترتيب خريطة المنطقة وفقاً لمصالحها الاستراتيجية، ما يُظهر حجم الأخطاء القاتلة في حرب الخليج الثانية وتأثيرها البعيد المدى، والذي لم تنجُ منه الأمة العربية حتى اليوم.
«موعد ناري».. الزمالك يواجه سيراميكا اليوم في الدوري المصري والقناة الناقلة
نتيجة الشهادة الاعدادية محافظة دمياط 2025 الصف الثالث الاعدادي الآن برقم الجلوس
مجموعة مصر في كأس العالم لكرة اليد تحت 19 عاماً تتحدى الكبار وتترقب المنافسة
«فرص وظيفية» الخطوط السعودية تتيح وظائف مميزة لجميع التخصصات الآن
«خطوات سهلة» تحويل طالب إلى خريج في أبشر 1446 كيف تتم بنجاح ومتى تبدأ؟
سعر الذهب في المغرب اليوم السبت 12 أبريل 2025 يشهد تراجعًا جديدًا
شوف الحكاية.. الأهلي يتألق ويفرض التعادل على صنداونز في جنوب أفريقيا