استشاري قلب يكشف السبب المحتمل لوفاة طبيب سوداني وزوجته اختناقا بسيارتهما بالرياض

تسمم غاز أول أكسيد الكربون داخل السيارة هو السبب المرجّح لوفاة طبيب سوداني وزوجته داخل مركبتهما أثناء انتظارهما تناول وجبة في أحد مطاعم الرياض؛ حيث أوضح استشاري القلب د. خالد النمر أن هذه الحادثة تبرز خطورة تسرب هذا الغاز القاتل، الذي يُعتبر من أبرز أسباب الوفاة المفاجئة داخل السيارات، لا سيما مع كثرة استخدام المركبات القديمة ذات أنظمة العادم المتآكلة.

كيفية تسرب تسمم غاز أول أكسيد الكربون داخل السيارة

يفسر د. خالد النمر أن تسرب غاز أول أكسيد الكربون داخل السيارة يحدث عادة عبر الشقوق الناتجة عن الصدأ أو تآكل نظام العادم المتصل بفتحات تكييف الهواء، وهو الأمر الشائع في المركبات القديمة التي قد تعاني من تآكل المعدات الميكانيكية. يُعد هذا الغاز خطيرًا جدًا لأنه عديم اللون والطعم والرائحة، مما يجعله غير محسوس وصعب الكشف عليه بدون أجهزة خاصة؛ لذا فإن تسربه قد يمرّ دون أن يلحظ السائق أو الركاب خطورتها، مما يؤدي إلى تسممهم تدريجيًا وربما الوفاة إذا كانوا معرضين له لفترات طويلة.

تأثير غازات التبريد المستخدمة في تكييف السيارات على الصحة

أشار النمر إلى أن غازات التبريد مثل R134a وR1234yf، التي تُستخدم على نطاق واسع في أنظمة تكييف السيارات الحديثة، لا تُعتبر سامة بشكل يهدد حياة الإنسان تحت الظروف العادية. فقد صُممت هذه الغازات لتكون آمنة نسبيًا داخل أنظمة التكييف المغلقة، ولا تسبب الوفاة إلا في حالة تزامنها مع حدوث احتراق أو تسرب مع وجود مصدر اشتعال، وهو سيناريو بعيد الاحتمال كما هو الحال في حادثة وفاة الطبيب وزوجته. لذلك، فإن المخاوف الأكبر تظل موجهة نحو تسرب أول أكسيد الكربون لا غازات التبريد.

علامات تحذيرية ونصائح لتجنب تسمم غاز أول أكسيد الكربون في المركبات

يجب على مالكي السيارات مراعاة عدة إجراءات للحد من خطر تسمم غاز أول أكسيد الكربون داخل المركبة، ومن أهمها:

• الفحص الدوري لنظام العادم على أيدي متخصصين لتحديد وجود صدأ أو تآكل
• تجنب تشغيل المحرك لفترات طويلة في مكان مغلق أو بالقرب من فتحات التكييف
• الحرص على تهوية المركبة بشكل جيد عند الانتظار لفترة طويلة داخل السيارة
• استخدام أجهزة كشف أول أكسيد الكربون المحمولة داخل السيارة في الحالات التي تستوجب الانتظار

كما يمكن للسيارات الحديثة المزودة بأنظمة تكييف متطورة أن تقلل من خطر تسرب هذا الغاز، نظرًا لتصميمها المحكم والمصان بعناية، مما يحد من مخاطر تسرب الغازات السامة مقارنة بالسيارات القديمة.

إن فهم طبيعة تسمم غاز أول أكسيد الكربون داخل السيارة واستيعاب مصادره وخطورته يساعد على اتخاذ الإجراءات الوقائية الضرورية، مما يقي من حالات الوفاة المفاجئة التي قد تحدث في ظروف مشابهة، خصوصًا عند انتظار الأشخاص داخل المركبات في أماكن مغلقة أو نصف مغلقة.