تكلفة بناء منزل داخل وخارج الرياض.. ماذا يعني دفع نصف الراتب للتمويل العقاري؟

دفع 50% من الراتب في التمويل العقاري يمثل تحديًا كبيرًا للكثيرين، خاصةً عندما تتجاوز نسبة الأقساط 40% من الدخل الشهري، حيث يصبح ذلك عبئًا ماليًا مؤلمًا يؤثر على جودة الحياة والاستقرار الاقتصادي للفرد والعائلة. يقدم الخبير الاقتصادي الدكتور عبد الله بن ربيعان تحليلاً واضحًا لهذه المشكلة، مشيرًا إلى تبعات هذا العبء وتأثيره على الأفراد سواء في حالة الإيجار أو التملك.

أسباب معاناة الكثيرين عند دفع 50% من الراتب في التمويل العقاري

يشدد الدكتور عبد الله بن ربيعان على أن دفع 50% من الراتب في التمويل العقاري هو أمر مؤلم جدًا، ويؤدي إلى ضغوط مالية حادة على الأفراد، سواء كانوا يستأجرون أو يمتلكون منزلًا. وحذر خلال حديثه على قناة “السعودية” من مغامرة غير محسوبة في حالة دفع هذه النسبة العالية من الراتب للأقساط الشهرية، لأن ذلك قد يطيح بالوضع المالي لشخصٍ ما خلال سنتين أو ثلاثة سنوات، مما يدخله تحت خط الفقر رغم امتلاكه لمنزل. هذه المعادلة تُظهر بوضوح كيف أن زيادة نسبة التمويل العقاري عن 40% من الدخل لا تعتبر خيارًا مستدامًا، بل محفوفة بالمخاطر التي تهدد الاستقرار الاقتصادي.

التوازن المالي بين الأقساط والميزانية الشهرية في ظل التمويل العقاري

يشرح الدكتور بن ربيعان أن دفع أكثر من 40% من الراتب في الأقساط يعد عامل ضغط كبير يعوق القدرة على تلبية الاحتياجات الأساسية للفرد أو العائلة، وهذا لا يقتصر فقط على القروض العقارية، بل يشمل حتى الإيجارات. لذلك، ينصح بعدم تحميل النفس أعباء مالية ضخمة قد تؤدي إلى تدهور الوضع المالي المستقبلي. ويشير إلى أهمية وضع ميزانية متوازنة تأخذ بعين الاعتبار القدرة الحقيقية على السداد والالتزام بالأقساط بما لا يؤثر على متطلبات الحياة اليومية. في هذا السياق، يمكن تلخيص أهم نقاط التوازن المالي في التمويل العقاري كالتالي:

• تحديد سقف لأقساط التمويل لا يتجاوز 40% من الدخل الشهري.
• حساب تكاليف المعيشة الشهرية بدقة قبل الالتزام بالدفع.
• تجنب الاقتراض المالي لأمور غير ضرورية أثناء فترة سداد الأقساط.

الفروقات الكبيرة في تكلفة بناء المنازل داخل وخارج الرياض وتأثيرها على التمويل العقاري

يُبرز الدكتور عبد الله بن ربيعان نقطة مهمة تتعلق بتكلفة السكن بين المدن الكبرى مثل الرياض والمناطق المحيطة بها، موضحًا أن السكن خارج الرياض قد يكون حلاً عمليًا للحد من الأعباء المالية، حيث تبلغ تكلفة بناء منزل دور أو دور ونصف خارج الرياض نحو 500 ألف ريال فقط، بينما قد تصل تكلفة بناء نفس المنزل داخل الرياض إلى ما بين 3 و4 ملايين ريال. هذا الفارق الشاسع في التكلفة يجعل السكن خارج العاصمة خيارًا أقل ضغطًا ماليًا، ويساعد على خفض نسبة الأقساط الشهرية ضمن الميزانية الشهرية للدارسين أو المتقدمين على التمويل العقاري.

هذا التباين الكبير في الأسعار يتطلب من الراغبين في تملك المنازل مراجعة خياراتهم بعناية، خاصة فيما يتعلق بموقع العقار، لأن اختيار السكن خارج الرياض يمكن أن يقلل بشكل كبير من الأعباء المالية المتولدة عن التمويل العقاري ويجعل نسبة دفع الأقساط ضمن الدخل أكثر استقرارًا وسلامة من الناحية الاقتصادية.