تراجع جديد في سعر الدولار أمام الجنيه.. تعرف على القيمة المحدثة اليوم

الدولار يواصل الهبوط أمام الجنيه المصري، حيث شهد اليوم الاثنين 4 أغسطس 2025 تراجعًا في سعره بقيمة ما بين 5 إلى 10 قروش في البنوك الحكومية والخاصة، ضمن سلسلة انخفاض مستمرة للفترة الأخيرة. ويُرجع الخبراء انخفاض سعر الدولار إلى تحسن ملحوظ في تدفقات النقد الأجنبي، مما يعزز استقرار سعر الصرف ويدفع نحو مزيد من الانخفاض مقابل الجنيه.

تطورات سعر الدولار أمام الجنيه في الظرف الراهن

تتحرك أسعار الدولار أمام الجنيه المصري في اتجاه هابط مدعومة بارتفاع ملحوظ في دخول الأموال الساخنة، أي الاستثمارات في أدوات الدين الحكومية، وسط انحسار حدة التوترات الجيوسياسية الإقليمية، مما أتاح بيئة محفزة لتدفق العملات الأجنبية. وأوضح الخبير المصرفي عز الدين حسانين في تصريحات لـ«تليجراف مصر» أن العلاقة بين حركة سعر الدولار وتدفقات الاستثمارات مباشرة، مما يجعل سعر الصرف حساسًا لأي تغيرات في حجم تلك التدفقات؛ إذ كلما زادت السيولة الدولارية في السوق، اتجه سعر الدولار نحو الانخفاض خلال التداولات اليومية.

توقع حسانين أن يستقر سعر الدولار خلال الفترات القادمة في نطاق يتراوح بين 48 و52 جنيهًا، مستندًا في ذلك إلى عدة عوامل داعمة للجنيه المصري أبرزها الزيادة الملحوظة في تحويلات المصريين بالخارج، التي وصلت إلى نحو 30 مليار دولار خلال أول عشرة أشهر من العام المالي 2024/2025، مع نمو تجاوز 77% مقارنة بالفترات السابقة. تسهم هذه التحويلات بشكل كبير في سد جزء من فجوة الموارد الدولارية التي تأثرت بتراجع إيرادات قناة السويس بسبب اضطرابات البحر الأحمر، إضافة إلى تراجع دخل السياحة جراء التوترات الإقليمية.

أسعار الدولار في البنوك المصرية والعربية اليوم

توضح الجدول التالي أسعار الدولار مقابل الجنيه في أبرز البنوك المصرية والعربية:

يعكس هذا الجدول استمرار حالة الاستقرار النسبي لأسعار الدولار، مع انخفاضات طفيفة تتراوح بين 5 إلى 10 قروش عبر معظم المؤسسات المالية، وهو ما يؤكد تواصل رحلة الهبوط أمام الجنيه خلال الأيام الأخيرة.

مستقبل سعر الدولار وتوقعات السوق أمام الجنيه المصري

مع تراجع سعر الدولار أمام الجنيه، يثار تساؤل هام حول ما إذا كانت رحلة الانخفاض ستستمر أم أنها مرحلة مؤقتة. تشير التوقعات إلى إمكانية استمرار تراجع الدولار لو استمر تحسن تدفقات النقد الأجنبي عبر عدة قنوات، أهمها:

• الاستثمارات في أدوات الدين الحكومية التي تجذب الأموال الساخنة.
• زيادة تحويلات المصريين العاملين بالخارج والتي تمثل عصب السيولة الدولارية.
• تحسن الوضع السياسي والجيوسياسي في المنطقة لإزالة أي مخاوف تؤثر على الاستقرار الاقتصادي.

في هذا السياق، لا يزال السوق المحلي يترقب التأثيرات المحتملة لأية تغيرات على الصعيدين الإقليمي والدولي، خصوصًا مع استمرار بعض الاضطرابات في قناة السويس وارتفاع التحديات أمام قطاع السياحة؛ ما يجعل استمرارية انخفاض سعر الدولار أمام الجنيه عرضه لتقلبات مرتبطة بآليات التمويل والتجارة الخارجية.

تتضح أهمية مراقبة المؤشرات الاقتصادية والمالية التي تؤثر على سعر الدولار مقابل الجنيه، حيث تعكس تحركاته تغيرات واسعة على مستوى الاقتصاد الكلي، خصوصًا في ظل ظروف دولية ومحلية معقدة. وبالتالي، فإن مقاومة الدولار أمام قوة الجنيه تشير إلى تحسن نسبي في أداء الاقتصاد الوطني وقدرة الدولة على جذب واستيعاب العملات الأجنبية وتحويلها إلى شكل من أشكال النمو الاقتصادي والتمويل للقطاعات الحيوية.