خدمات العمل تشهد تغيرات كبيرة اليوم مع انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي وتآكل بعض الوظائف

الذكاء الاصطناعي وتأثيره على بيئة العمل الحديثة بات موضوعًا محوريًا في فهم مستقبل الوظائف، خاصة أن دراسة حديثة من شركة مايكروسوفت حددت 40 مهنة الأكثر والأقل تأثراً بالذكاء الاصطناعي التوليدي، بناءً على تحليل 200 ألف محادثة مع مساعد الذكاء الاصطناعي “Microsoft Copilot” خلال 2024، مستندة إلى “درجة تطبيق الذكاء الاصطناعي” التي تقيس نجاح إتمام المهام، وتكرار الاستخدام، وردود فعل المستخدمين.

تحليل تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي على بيئة العمل الحديثة

يقوم الذكاء الاصطناعي بدور متنامٍ في تسهيل مهام العديد من المهن المتنوعة، خاصة تلك التي تعتمد على عمليات متكررة مثل الكتابة، واسترجاع المعلومات، والتحرير، والتواصل مع العملاء، ما يجعل تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي على بيئة العمل الحديثة واضحًا مع تغييرات جذرية في طريقة إنجاز المهام، دون أن يحل محل الوظائف بشكل كامل وفي سياق واقعي يراعي الاستخدام الفعلي للتقنية. دراسة مايكروسوفت التي نشرها كيران توملينسون توضح هذا التحول عبر مقياس دقيق لمدى تداخل الذكاء الاصطناعي مع مهام العمل، وهو أمر مهم وسط المخاوف المتزايدة من تأثير الأتمتة على سوق العمل، الذي ناقشه قادة التكنولوجيا والسياسة في مؤتمر “تأثير الذكاء الاصطناعي 2025”.

قائمة الوظائف الأكثر تأثراً بالذكاء الاصطناعي التوليدي في بيئة العمل الحديثة

تصدر المترجمون الفوريون قائمة الوظائف الأكثر تأثرًا بالذكاء الاصطناعي التوليدي في بيئة العمل الحديثة، تلاهم المؤرخون، الكتاب والمؤلفون، وممثلو المبيعات، ما يؤكد توجه الذكاء الاصطناعي نحو دعم الأعمال التي تعتمد على مهام متكررة ذات طابع تحريري وتنظيمي، حيث يستفيد من ذلك أيضًا ممثلو خدمة العملاء، الكتاب التقنيون، المحررون، ومتخصصو العلاقات العامة، بالإضافة إلى علماء الرياضيات وعلوم البيانات، والوظائف الإعلامية كالصحفيين ومحللي الأخبار. انتشار الذكاء الاصطناعي في هذه المجالات يعزز من سرعة الأداء وجودة المخرجات مقارنة بالمجهود اليدوي التقليدي. الجدول التالي يعرض أبرز الوظائف الـ40 الأكثر تأثرًا وفق الدراسة:

الترتيب المهنة
1 المترجمون الفوريون
2 المؤرخون
3 الكتاب والمؤلفون
4 ممثلوا المبيعات
5 ممثلوا خدمة العملاء
6 الكتاب التقنيون
7 المحررون
8 متخصصو العلاقات العامة
9 علماء الرياضيات
10 علماء البيانات

ما هي الوظائف الأقل تأثراً بالذكاء الاصطناعي التوليدي في بيئة العمل الحديثة؟

على الجانب الآخر، تستبعد الوظائف التي تتطلب مجهودًا بدنيًا مكثفًا أو استخدامًا معقدًا للأجهزة من التأثر الكبير بتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في بيئة العمل الحديثة، حيث جاء في أسفل القائمة مشغلو الجرافات، وعمال الجسور والأقفال، ومشغلو محطات معالجة المياه، الذين سجلوا درجات منخفضة أو صفرية في تطبيقات الذكاء الاصطناعي. بالإضافة إلى ذلك، تشمل الوظائف الأقل تأثرًا صيانة مسارات السكك الحديدية، أعمال الأسقف، ومعالجي التدليك. كما تبرز مهن الرعاية الصحية التي تعتمد على التفاعل الإنساني المباشر، مثل فنيي سحب الدم، مساعدي التمريض، ومجهزي المعدات الطبية كأقل المهن التي يشترك الذكاء الاصطناعي في أدائها. تجدر الإشارة إلى أن هذا التوزيع يعكس حدود الذكاء الاصطناعي في التعامل مع المهام التي تحتاج إلى مهارات حسية وحركية متقدمة. قائمة موجزة لأبرز الوظائف الأقل تأثراً تشمل:

  • مشغلو الجرافات
  • عمال الجسور والأقفال
  • مشغلو محطات معالجة المياه
  • صيانة مسارات السكك الحديدية
  • أعمال الأسقف
  • معالجو التدليك
  • فنيي سحب الدم ومساعدي التمريض
  • مجهزو المعدات الطبية

تكشف هذه الدراسة بوضوح مدى تنوع تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي على بيئة العمل الحديثة، مع توجه واضح نحو دعم الوظائف ذات المهام الكتابية والتحليلية، بينما تحافظ المهام التي تعتمد على الجهد البدني والمهارات الشخصية على استقلاليتها من التقنيات الذكية، مما يشير إلى ضرورة تطوير استراتيجيات تكامل بين مهارات الإنسان والذكاء الاصطناعي لضمان استمرارية وفعالية سوق العمل المتغير.