الأخضر يحقق انتصاراً جديداً.. هل تستمر لعبة القط والفأر بين الجنيه والدولار؟

سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري يشهد تقلبات ملحوظة في البنوك، حيث ارتفع فجأة بقيم تراوحت بين 3 و20 قرشًا بعد تراجع مستمر خلال الأيام الماضية؛ هذه التقلبات تعكس طبيعة “لعبة القط والفار” التي تظهر بين الدولار والجنيه في الوقت الراهن، مع تحركات متقلبة تؤثر على المشهد الاقتصادي المحلي بشكل واضح.

تحديثات سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري في البنوك المختلفة

شهد سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري تحركات صاعدة في العديد من المؤسسات المصرفية، حيث بلغ متوسط سعر الشراء في بنوك مصرف أبوظبي الإسلامي، وبنك نكست، وبنك قناة السويس، وبنك قطر الوطني الأهلي QNB ما يقارب 48.58 جنيهًا للشراء و48.68 جنيهًا للبيع، في حين اقترب السعر لدى البنك الأهلي المصري، والبنك التجاري الدولي CIB، وبنك الإسكندرية، والبنك العربي الأفريقي الدولي من 48.50 جنيهًا للشراء و48.60 جنيهًا للبيع. أما البنك المركزي المصري فقد أعلن عن سعر صرف ثابت عند 48.37 جنيهًا للشراء و48.51 جنيهًا للبيع، بينما سجل البنك العقاري المصري العربي أعلى سعر للدولار اليوم، حيث وصل إلى 48.72 جنيهًا للشراء و48.82 جنيهًا للبيع. هذه الأرقام تظهر بوضوح استمرار لعبة القط والفار بين الدولار والجنيه المصري، والتي تراوح الحركات السعرية من انخفاض ملحوظ إلى ارتفاعات مفاجئة في موجات قصيرة.

مرونة سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري وأسباب التذبذب المستمر

يرى الخبير المصرفي عز الدين حسانين أن التذبذب الحاصل في سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري يعود إلى سياسة مرونة سعر الصرف التي يتبعها البنك المركزي، والتي تعتمد على الظروف الفعلية للسوق دون تدخل تعسفي، وهو ما يعكس قدرة البنك على التكيف مع التغيرات الاقتصادية. وفقًا لحسانين، يتحرك الدولار ضمن نطاق يتراوح بين 48 إلى 52 جنيهًا، مدعومًا بارتفاع قياسي في تحويلات المصريين بالخارج، التي بلغت نحو 30 مليار دولار خلال الفترة العشرة أشهر الأولى من السنة المالية 2024/2025، بزيادة وصلت إلى 77% مقارنة بالفترة نفسها من السنة السابقة، وهذا العامل كان مهما في تعزيز استقرار الجنيه رغم التحديات الخارجية.

دور تحويلات المصريين في مواجهة تذبذب سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري

تلعب التحويلات المالية للمصريين العاملين بالخارج دورًا جوهريًا في تأمين الدولار وتعزيز استقرار الجنيه المصري، خاصة في ظل الضغوط التي تعرض لها الاقتصاد نتيجة التوترات في منطقة البحر الأحمر وتأثيراتها على إيرادات قناة السويس، بالإضافة إلى حالة عدم الاستقرار التي تلاحق قطاع السياحة بسبب الأوضاع الجيوسياسية الإقليمية. ساعدت هذه التحويلات في تعويض جزء هام من نقص موارد النقد الأجنبي، مما يجعلها ركيزة أساسية في التحكم بسعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري. يمكن تلخيص العوامل الأساسية التي تؤثر على هذه المعادلة في النقاط التالية:

• تزايد حجم تحويلات المصريين العاملين بالخارج بنسبة 77% خلال العام المالي الأخير
• تراجع إيرادات قناة السويس بسبب التوترات الأمنية في البحر الأحمر
• تأثر قطاع السياحة بالأوضاع الجيوسياسية المحيطة
• اتباع سياسة مرونة سعر الصرف من قبل البنك المركزي المصري

لقد أثبتت تحركات سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري تقلبات حقيقية تعكس الواقع الاقتصادي الوطني، حيث يأخذ البنك المركزي موقفًا متوازنًا يراعى فيه مصالح السوق مع مراعاة التحولات العالمية والإقليمية، في ظل استمرار استقرار نسبي مدعوم بتحويلات المصريين وأداء القطاعات الحيوية. في ظل هذه الظروف، تستمر لعبة القط والفار بين الدولار والجنيه في تحدٍ مستمر يعكس تعقيدات السوق المصرية وتفاعلاتها.