الكنائس القبطية تبدأ اليوم صوم السيدة العذراء لمدة 15 يوماً للشفاعة والتقوى

صوم العذراء مريم في أغسطس 2025 يبدأ الخميس 7 أغسطس ويستمر حتى 22 من الشهر، وهو من أهم وأشهر الأصوام في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حيث تنتظم النهضات الروحية والصلوات اليومية في جميع الكنائس القبطية، محققًا أجواء روحية مميزة تعكس محبة الأقباط للسيدة العذراء. يستمر صوم العذراء لمدة خمسة عشر يومًا، ويختتم بعيد صعود جسد السيدة العذراء في 22 أغسطس على التقويم القبطي، ويُعتبر هذا الصوم من أقدم الأصوام وأكثرها حفاوة واحتفاءً داخل المجتمع القبطي في مصر والشتات.

مواعيد أعياد العذراء مريم وأهميتها ضمن صوم العذراء في أغسطس

لا يقتصر تقدير الكنيسة القبطية للعذراء مريم على صومها فقط، بل تحتفل بالعديد من الأعياد المكرسة لها خلال السنة، والتي تثبت مدى ارتباط الأقباط بالسيدة العذراء ودورها المحوري في تاريخ الخلاص. وتتضمن هذه الأعياد ما يلي:

• عيد نياحتها في 30 يناير
• عيد ميلادها في 9 مايو
• مجيئها إلى مصر في 1 يونيو
• عيد معجزتها الشهيرة “حالة الحديد” في 28 يونيو
• عيد ظهورها في الزيتون في 2 أبريل
• عيد البشارة بميلادها في 13 أغسطس
• دخولها الهيكل في 13 ديسمبر
• الاحتفال الشهري في 21 من كل شهر قبطي
• عيد صعود جسدها إلى السماء في 22 أغسطس

وتُجسد هذه المناسبات الروحية والاجتماعية العلاقة العميقة بين الأقباط والعذراء مريم، وتعكس تقديرهم الخاص لدورها في الإيمان المسيحي.

أجواء روحانية متميزة مع تسابيح كيهك ونهضات صوم العذراء

مع اقتراب صوم العذراء في أغسطس، تصطف الكنائس القبطية لاستقبال الصائمين في نهضات روحية تُقام مساءً، حيث تُنشد التسابيح والتراتيل الخاصة بالعذراء بإحساس عميق، ترافقها عظات يومية تزيد من ارتباط المؤمنين بروح الصوم. يثابر الأقباط على تقديم النذور وطلب الشفاعة، مؤمنين بمناصرة “والدة الإله” لهم في جميع الظروف. ويُذكر أن شهر كيهك يتسم بتسابيح طويلة ومليئة بالرموز النبوية التي تمجد العذراء، ما يُضفي على صوم العذراء طابعًا روحيًا فريدًا يتغلغل في وجدان الصائمين.

الزيارات الشعبية للأديرة واحتفالات صوم العذراء في أغسطس

تتزايد زيارة الأديرة التي تحمل اسم العذراء خلال أيام الصوم، مثل دير جبل درنكة في أسيوط، ودير المحرق، ودير البراموس بوادي النطرون، حيث يُحتفَل بالموالد والاحتفالات الدينية بحضور الآلاف من الأقباط. تنتشر مظاهر الفرح الروحي والاجتماعي وسط الأديرة التي تكتظ بالمصلين؛ وتُقام خيام لبيع الحلوى والهدايا والألعاب، ما يعكس المزج بين التدين والفرح الشعبي. تجسد هذه الفعاليات أهمية صوم العذراء المريم في قلوب الأقباط وتدل على محبة واسعة تجاه “أم النور” التي تحتل مكانة خاصة في الإيمان.

صوم العذراء مريم في أغسطس لم يعد طقسًا كنسيًا تقليديًا فحسب، بل أصبح مناسبة روحية وشعبية تحشد المصريين من كافة المناطق، وتعبّر عن الارتباط العاطفي العميق بين الشعب والسيدة العذراء. هذا الصوم هو فرصة لإعادة شحن الروح، وللتأمل والارتباط بالصلاة والتأمل في حياة والدة الإله، حيث تتجسد فيه أسمى معاني الإيمان والتقوى.

صوم العذراء مريم في أغسطس هو محطة مميزة في الحياة الروحية القبطية، تُعزّز محبة الأقباط لها من خلال النهضات والتسابيح وروحانية الصوم، وتترافق مع زيارات مكرسة للأديرة التي تمنح الصائمين مناخًا للتعبد والفرح الروحي، ليكتمل المشهد بعيد صعود جسد العذراء، مؤكّدًا مكانتها الفريدة في قلوب المؤمنين.