استقرار جديد في أسعار النفط مع ترقب قمة محتملة بين ترامب وبوتين.. فما تأثيرها؟

الذهب يقترب من التداول فوق 3,400 دولارًا للأونصة وسط ترقب خفض الفائدة الأمريكية

قفزت أسعار الذهب في الأسواق الأوروبية يوم الخميس إلى أعلى مستوى لها خلال أسبوعين، مع استئناف المكاسب التي توقفت مؤقتًا بالأمس، مقتربة بشدة من تجاوز حاجز 3,400 دولار للأونصة، وذلك بدعم من هبوط الدولار الأمريكي في سوق صرف العملات الأجنبية. وتعززت احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية في سبتمبر المقبل، مع تعليقات أقل تشددًا من بعض مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي، في انتظار مزيد من الأدلة حول مسار الفائدة خلال الأشهر القادمة.

أداء الذهب والسوق يؤكد قرب التداول فوق 3,400 دولار للأونصة

شهدت أسعار الذهب اليوم ارتفاعًا بنسبة 0.85%، لتصل إلى 3,397.57 دولارًا للأونصة، وهو أعلى مستوى مسجل منذ 23 يوليو الماضي، بعد أن انطلقت التداولات من 3,369.26 دولارًا، مع تسجيل أدنى مستوى عند 3,365.44 دولارًا. وعلى الرغم من ذلك، فقد خسرت الأسعار عند إغلاق يوم الأربعاء 0.35%، في أول تراجع خلال خمسة أيام، نتيجة عمليات التصحيح وجني الأرباح. هذا التصاعد في أسعار الذهب مرتبط ارتباطًا وثيقًا بهبوط مؤشر الدولار الأمريكي، الذي انخفض الخميس بنسبة 0.25% ليصل إلى 97.95 نقطة، وهو أدنى مستوى له خلال أسبوعين، مما يعكس استمرار ضعف العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات الرئيسية.

تأثير قرارات الفائدة وتوترات السوق على الذهب فوق 3,400 دولار للأونصة

تصاعدت مخاوف المستثمرين حول استقرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي، خاصة مع تحضيره لملء المقعد الشاغر في مجلس المحافظين وانتظار الإعلان عن المرشحين المحتملين لرئاسة البنك المركزي، ما دفع الدولار للانخفاض. في ظل هذا المشهد، فرضت إدارة ترامب رسومًا جمركية بنسبة 25% على واردات السلع الهندية يوم الأربعاء، متهمة نيودلهي بشراء النفط الروسي، مما زاد من حدة التوترات التجارية بين البلدين بعد تعثر المحادثات. وتعليقًا على ذلك، قال نيل كاشكاري، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس، يوم الأربعاء، إن حاجات الاقتصاد الأمريكي قد تجبر البنك على خفض أسعار الفائدة قريبًا بسبب تباطؤ النمو الاقتصادي، فيما أضافت ماري دالي، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، خلال حديثها الاثنين، أن ضعف سوق العمل الحالي وعدم وجود مؤشرات على استمرار التضخم الناتج عن الرسوم الجمركية يشيران إلى وجوب تخفيض الفائدة.

توقعات الذهب وأثر خفض الفائدة على التداول فوق 3,400 دولار للأونصة

أدى رفع احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعات سبتمبر وأكتوبر إلى تعزيز شهية المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن وسط حالة عدم الاستقرار العالمية. وأظهرت بيانات أداة “فيد ووتش” التابعة لـCME ارتفاع احتمالات خفض الفائدة في سبتمبر من 88% إلى 94%، وفي أكتوبر من 95% إلى 98%، مع انخفاض فرص الإبقاء على الفائدة دون تغيير بشكل ملحوظ. وفي هذا السياق، يترقب المستثمرون تعليقات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي وبيانات إعانة البطالة الأسبوعية الأمريكية لإعادة تقييم توقعاتهم.

قال تيم ووترر، كبير محللي السوق في كيه سي إم تريد، إن تصريحات ترامب المستمرة بهدد فرض رسوم جمركية جديدة تساهم في إبقاء الذهب ضمن دائرة الضوء، حيث يستعد المعدن الثمين لاختراق المستوى النفسي الهام عند 3,400 دولار، وسط اضطراب الأصول عالية المخاطر. من جهة أخرى، انخفضت حيازات الذهب في أكبر صناديق المؤشرات العالمية المدعومة بـSPDR Gold Trust بحوالي 3.15 طن متري يوم الأربعاء، ليصل الإجمالي إلى 952.79 طن متري، وهو أدنى مستوياته منذ 21 يوليو الماضي.

• هبوط الدولار الأمريكي دفع أسعار الذهب للارتفاع فوق 3,390 دولارًا
• تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي عززت توقعات تخفيض الفائدة
• تفاقم التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والهند يدعم الملاذ الآمن للذهب
• تراجع حيازات الذهب بصناديق المؤشرات يبرز تقلبات السوق الحالية

يبقى سعر الذهب مستقراً فوق مستوى مقاومة قوي، مما يعزز فرص تجاوزه حاجز 3,400 دولار للأونصة، وسط متابعة دقيقة للمستجدات الاقتصادية والسياسية التي تؤثر على أسعار الفائدة وتصريحات مجلس الاحتياطي الفيدرالي، حيث يشكل الذهب مرآة للتقلبات المالية العالمية وتحديدًا اتجاهات السياسة النقدية الأمريكية