جلال حرشاوي يؤكد: تنحية الدبيبة تحتاج ضغطًا دوليًا وعسكريًا فكيف تتم؟

تنحية عبد الحميد الدبيبة تتطلب ضغطًا دوليًا وعسكريًا حقيقيًا لا يمكن تجاوزه لضمان إزاحته من منصب رئيس حكومة الوحدة الوطنية، وفقًا لما أكده الباحث الليبي جلال حرشاوي، الذي أوضح أن غياب هذه العوامل الأساسية يجعل من الصعب تحقيق الهدف المنشود، مع استبعاد دور مجلس الدولة الاستشاري في هذا الإطار.

الضغوط الدولية والعسكرية كعامل حاسم في تنحية عبد الحميد الدبيبة

يؤكد جلال حرشاوي أهمية وجود ضغط دولي دبلوماسي قوي مصحوب بضغط عسكري ملموس، باعتبارها الشرطين الأساسيين الذي لا يمكن إغفالهما من أجل تنحية عبد الحميد الدبيبة، مبينًا أن هذه المعطيات الغائبة حاليًا توضح عدم إمكانية إزاحته بسهولة. ويتفادى حرشاوي ربط هذه المسألة بالنقاشات الدائرة حول دور مجلس الدولة الاستشاري، ليبرز حقيقة أن المساعي الدبلوماسية والعسكرية هما السبيل الوحيد المؤثر، في ظل تعقيدات المشهد السياسي الليبي الراهن.

دور المجلس الأعلى للدولة: واقع وآمال مبالغ فيها بشأن تنحية الدبيبة

يرفض حرشاوي الاعتقاد السائد بأن المجلس الأعلى للدولة قادر وحده على تحديد مصير عبد الحميد الدبيبة، مشيرًا إلى أن المجلس يشكل هيئة ذات أهمية سياسية، لكنه لا يملك الأدوات الكافية لتحقيق هذا الهدف بمفرده، ولا يملك القدرة على إدارة التوازنات القوية المؤثرة في المشهد الليبي. ويرى أن تضخيم دور المجلس في هذه القضية يبعد عن الحقيقة، خاصة في غياب الضغوط الدولية والعسكرية، الأمر الذي يجعله لاعبًا محدود التأثير في ملف تنحية الدبيبة.

الصراعات السياسية الداخلية وتأثيرها على مستقبل الدبيبة

ينقل حرشاوي أن مشروع إعادة تفعيل المحكمة الدستورية يتصدره رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، الذي يتبنى هذا المسار كخطوة شخصية تهدف إلى الإطاحة بالدبيبة بشكل مباشر. في نفس الوقت، يوضح الباحث أن محمد تكالة، الذي يشغل منصب رئيس مجلس الدولة الجديد، يعد حليفًا للدبيبة، وإن لم يكن حليفًا كامل المثالية، بينما يظهر خالد المشري كداعم بارز لعقيلة صالح في تحركاته السياسية. وهذه الانقسامات تؤكد تعقيد المشهد الداخلي، حيث تتداخل التحالفات الشخصية والسياسية فيما يتعلق بمصير الدبيبة.

  • تتطلب تنحية الدبيبة توافر ضغط دبلوماسي دولي قوي
  • ينبغي وجود قوة عسكرية فعلية لدعم هذه الخطوة
  • دور مجلس الدولة محدود ولا يكفي لتحقيق الإزاحة
  • مشروع المحكمة الدستورية يمثل خطوة سياسية استراتيجية من عقيلة صالح
  • التوترات بين قيادات المجلس الأعلى للمساهمة في صراع النفوذ

يبقى المشهد الليبي محاطًا بتوازنات دقيقة تأثر بشكل مباشر على مصير عبد الحميد الدبيبة، إذ لا يُمكن النظر إلى تنحيته سوى من خلال عند توفر الضغوط الدولية والعسكرية المؤثرة، وسط تحركات داخلية معقدة تبلورت فيها تحالفات متشابكة بين اللاعبين الرئيسيين على الساحة السياسية، مما يطرح تحديات كبيرة أمام أي تغيير للحكومة الحالية.