إزالة حافظ الأسد من شارع رئيسي في بيروت: خطوة جديدة في تاريخ لبنان

أعلنت الحكومة اللبنانية عن تغيير اسم أحد الطرق الرئيسية في العاصمة بيروت من “جادة حافظ الأسد” إلى “جادة زياد الرحباني”، في خطوة يراها العديد من اللبنانيين تعبيرًا عن تحول سياسي كبير. هذا القرار يأتي عقب وفاة الفنان الكبير زياد الرحباني، وهو نجل الفنانة الشهيرة فيروز، والذي يُعد أحد أهم الشخصيات في عالم الموسيقى والمسرح اللبناني. حيث صدرت موافقة وزير الإعلام بول مرقص على تعديل الاسم، الذي يمتد من طريق المطار باتجاه نفق سليم سلام. ومع أن هناك ترحيبًا واسعًا بهذا القرار، إلا أن هناك مقاومة من بعض الأوساط، لا سيما أنصار النظام السابق وحزب الله.

الآراء المختلفة حول تغيير اسم الجادة

تباينت ردود الفعل حول هذا القرار، حيث عبر الممثل المسرحي زياد عيتاني لوكالة الصحافة الفرنسية عن فكرة أن الاعتراف باسم فنان مثل زياد الرحباني يعكس أهمية الثقافة والفن على السياسة، خاصة إذا كان الاسم القديم مرتبطًا بفترة صعبة شهدت العديد من المجازر والاغتيالات. وفي تغريدة له على منصة إكس، أكد النائب مارك ضو أن هذا التغيير هو خطوة تضع “حافظ الأسد في مزبلة التاريخ” وتجعل اسم زياد الرحباني خالدًا.

في المقابل، رفض المحلل السياسي المرتبط بحزب الله، فيصل عبد الساتر، هذا التغيير واعتبره قرارًا سياسيًا غير مقبول، مُشيرًا إلى أن هناك دافعًا للكيدية وراء هذا التحول.

تزامن التغييرات السياسية والقرارات الحكومية

ترافق تغيير اسم الجادة مع قرار الحكومة اللبنانية بتكليف الجيش بوضع خطة لنزع سلاح حزب الله، وهو قرار تاريخي يُظهر تغير موازين القوى في البلاد على الأصعدة الداخلية والإقليمية. فقد كانت سوريا، في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد وابنه بشار الأسد، تتحكم في السياسة اللبنانية لعقود، إلى أن اضطرت لسحب قواتها في عام 2005 تحت ضغوط شعبية ودولية، خاصة بعد اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري. ومع ذلك، استمرت سوريا في التأثير على الأحداث اللبنانية من خلال دعم حزب الله، الذي أبدى ولاءً كبيرًا للنظام السوري.

زياد الرحباني: فنان ذو رؤية

يعد الفنان الراحل زياد الرحباني رمزًا للإبداع في لبنان، حيث دعم القضية الفلسطينية والفصائل المقاومة، بما في ذلك حزب الله. ورغم انتقاداته الحادة لهذه الجماعة في بعض الأحيان، كان لديه رؤية شاملة للأوضاع في المنطقة. في عام 2015، وفي أعقاب تدخل روسيا لصالح بقاء النظام السوري، أثار قلقه من سقوط النظام والانزلاق نحو فوضى عارمة.

تعد خطوة تغيير اسم الجادة إلى “جادة زياد الرحباني” بمثابة علامة على نهاية حقبة سياسية وبداية أخرى مليئة بالتحديات والطموحات الجديدة، تعكس التحولات المستمرة في لبنان.