تراجع جديد في سعر النفط رغم تحسن الطلب الصيني.. كيف يؤثر ذلك على الأسواق؟

انخفضت أسعار النفط بشكل ملحوظ في السوق العالمية، على الرغم من تراجع المخزونات وتحسن الطلب الصيني. فقد ثبتت العقود الآجلة للخام عند مستويات منخفضة في ظل الأوضاع الجيوسياسية غير المستقرة، حيث تشير بعض التقارير إلى وجود لقاء وشيك بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب، مما قد يهدئ من حدة التوترات بينهما.

أسعار النفط اليوم

عرفت أسعار النفط تراجعًا ملحوظًا، حيث انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 46 سنتًا أو 0.69% لتسجل 66.43 دولارًا للبرميل. كما انخفضت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 47 سنتًا أو 0.73% لتصل إلى 63.88 دولارًا للبرميل. يعكس هذا التراجع تكبد الخامين خسائر يوم أمس، حيث هبطت أسعارهما بنحو 1%، ليصل إلى أدنى مستوياتهما منذ ثمانية أسابيع، بعد تصريحات ترامب حول إحراز تقدم في المحادثات مع روسيا.

قمة مرتقبة

أكد يوري أوشاكوف، مساعد الكرملين، أن هناك قمة مرتقبة بين بوتين وترامب خلال الأيام المقبلة. سيكون هذا اللقاء هو الأول بين الرئيسين منذ عام 2021، وقد أشارت تقارير أمريكية إلى إمكانية انعقاد القمة في الأسبوع المقبل. وفي ظل هذه الأجواء، تواصل الولايات المتحدة فرض الضغوط على روسيا، حيث أعلنت عن رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات من الهند بسبب استمرار استيراد النفط الروسي. كما ألمح ترامب إلى إمكانية فرض تعريفات إضافية على الصين، التي تعد أكبر مستورد للنفط الروسي.

زيادة إنتاج أوبك

خلال الأسبوع الماضي، انخفضت أسعار النفط بنحو 9% وسط مخاوف من زيادة إنتاج أوبك+ وتأثيرات الحروب التجارية. في خطوة لرفع إنتاجها، قررت مجموعة أوبك+، يوم الأحد، زيادة الإنتاج بمقدار 547 ألف برميل يوميًا خلال سبتمبر، في إطار سعيها لتلبية الطلب العالمي المتزايد. ومع ذلك، فإن هذه الخطوة تُضيف المزيد من الضغوط على الأسعار. في مذكرة تحليلية، أكدت شركة Ritterbusch and Associates أن “زيادة إنتاج أوبك+ تمثل العامل السلبي الأكبر، بينما تظل حالة عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية الدافع الأساسي لانخفاض الأسعار”.

مخزونات النفط الخام

على الرغم من التراجعات في الأسعار، ساهمت بعض البيانات في الحد من الضغوط. فقد كشفت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية عن تراجع مخزونات النفط الخام بمقدار 3 ملايين برميل خلال الأسبوع الماضي، لتصل إلى 423.7 مليون برميل، وهو تراجع أكبر من توقعات المحللين. بالإضافة إلى ذلك، شهدت واردات الصين من النفط الخام خلال يوليو ارتفاعًا بنسبة 11.5% على أساس سنوي، على الرغم من تراجعها بنسبة 5.4% مقارنة بشهر يونيو، مما يشير إلى قوة نشاط التكرير. في الوقت نفسه، أعلنت السعودية، أكبر مصدر للنفط عالميًا، عن رفع أسعار شحنات سبتمبر إلى آسيا، مما يدل على تحسن الطلب في الأسواق الآسيوية وتراجع المعروض.

ما زالت تطورات السوق النفطية تعتمد على العديد من العوامل، بما في ذلك التفاعلات الجيوسياسية وأرقام المخزونات والطلب العالمي، مما يبرز الطابع الديناميكي لهذا القطاع الاقتصادي الحيوي.