أسعار الذهب تتجه نحو 3,640 دولار وسط توقعات بتحقيق مستويات قياسية جديدة هذا العام

في الأسواق المالية، تحدث أحياناً لحظات نادرة تهمس فيها الأسعار للمستثمرين: “أنا على وشك التحرك… فهل أنت جاهز؟”، وهذه اللحظات تتقاطع فيها المنطق الاقتصادي مع إشارات الرسوم البيانية، مما يخلق مزيجًا مثيرًا من الترقب والحماس. حاليًا، يظهر السوق إشارات قوية من المعدن النفيس، ليقول: “وجهتي نحو الارتفاع”. يتداول الذهب حاليًا قرب مستويات 3,396 دولار للأونصة، وسط تغيرات اقتصادية عالمية تهيئ الأجواء للحركات القوية والمفصلية.

مؤخراً، اتخذ الفيدرالي الأمريكي قراراً بالإبقاء على أسعار الفائدة في نطاق 4.25% – 4.50%. هذا القرار يعكس انتقال السياسة النقدية من مرحلة الهجوم إلى كيان المراقبة الحذرة، إذ إن الفيدرالي يراقب عن كثب جميع المؤشرات الاقتصادية، مما يزيد من الترقب في الأسواق. وكأن الفيدرالي يلعب دور “الصديق الغامض” الذي يترك المستثمرين في حيرة حول اتجاه خطواته القادمة.

مع هذه التغيرات، فتحت لهجة الفيدرالي الطريق أمام احتمالية تخفيض الفائدة في وقت لاحق من هذا العام، خاصة في حال أظهرت البيانات الاقتصادية ضعفًا في النمو أو تباطؤًا في التضخم. مثل هذه الخطوة تعد إيجابية للذهب، إذ أنه يقلل من قوة الدولار ويخفض من العوائد الحقيقية على السندات، ما يعزز من جاذبية الذهب كملاذ آمن للمستثمرين.

التضخم السنوي في الولايات المتحدة يدور حول 2.7%، وهو أقل بكثير من ذروة السنوات الماضية، ولكنه يظل أعلى من المستوى المستهدف البالغ 2%، مما يجعل الأسواق في حالة ترقب دائم. فكل تطور في بيانات الأسعار يمكن أن يغير توقعات السياسة النقدية بشكل مفاجئ.

في الوقت الذي يظهر فيه الدولار بعض الضغوط، يبدو أن المزاج العام للمستثمرين يشير إلى توقعات بتوجه أكثر تيسيراً من الفيدرالي. الضعف النسبي للدولار يعني أن الذهب يصبح أقل تكلفة للمشترين من باقي الدول، مما يوسع قاعدة الطلب العالمي عليه.

أما على الصعيد الجيوسياسي، فإن الوضع العالمي مليء بالتحديات، مثل توترات التجارة بين الدول الكبرى والأحداث السياسية التي تضيف عنصر عدم اليقين. هذه الظروف تساهم في نمو الطلب على الذهب كملاذ للحفاظ على القيمة حينما تعصف التقلبات بالأسواق.

التحليل الفني: أهداف واضحة لم تعد تخشى كثيراً من التصحيحات

على الرسم البياني اليومي، يظهر الذهب داخل قناة صاعدة بدأت من قاع عند 3,271 دولار. الأسعار تتمسك حاليًا فوق دعم مهم عند 3,314 دولار، مع زخم شرائي واضح منذ ارتدادها من هذه النقطة.

مستويات الدعم الرئيسية:

  • 3,314 دولار – دعم فوري يراقبه المشترون.
  • 3,271 دولار – قاع رئيسي يمثل خط الدفاع الأهم.
  • 3,248 دولار – دعم ممتد في حال حدوث تصحيح أعمق.

مستويات المقاومة المستهدفة:

  • 3,450 دولار – الحاجز الأول أمام الموجة الصاعدة.
  • 3,500 دولار – الهدف الأول للمشترين في حال اختراق المقاومة الأولى.
  • 3,559 دولار – مستوى مقاومة قد يفتح الطريق نحو القمة.
  • 3,640 دولار – الهدف الطموح إذا استمر الزخم.

تظهر الشموع الأخيرة تدرجًا صعوديًا متماسكًا، مما يؤكد أن الاتجاه لا يزال إيجابيًا ما دام السعر يتداول فوق مستويات الدعم الرئيسية. اختراق 3,450 دولار سيكون بمثابة شرارة إضافية تعزز المراكز الشرائية.

الذهب اليوم يقف عند نقاط حرجة، وكسر مستويات الدعم قد يعيدنا إلى نطاق 3,271 – 3,248 دولار، لكن الطموحات المدعومة بأحداث السوق الحالية تتجه نحو الأهداف العليا عند 3,500 و3,640 دولار. حركة الذهب تشبه بحرًا هادئًا الآن، لكنها تخفي داخلها أمواجًا محتملة.