تعرف على القبة الحرارية وتأثيرها على موجات الحرّ المتطرفة!

تتعرض منطقة الشرق الأوسط هذه الأيام لموجة شديدة الحرارة، وسط تحذيرات من تجاوز درجات الحرارة المعدلات الاعتيادية، حيث من المتوقع أن تتشكل سُحب رعدية في بعض المناطق بشكل غير تقليدي في الفترة الحالية من السنة. وفقًا للخبراء، تُعرف موجات الحر على أنها ارتفاع غير معتاد في درجات الحرارة، وغالبًا ما يصحبها زيادة في مستويات الرطوبة على مدار عدة أيام أو حتى أسابيع.

في العراق، تخطت درجات الحرارة، يوم الأحد، حاجز الـ 50 مئوية، خاصة في الجنوب. ومن المتوقع أن تصل الحرارة خلال الأيام المقبلة إلى 52 مئوية، مما يعكس ارتفاعًا كبيرًا يتجاوز المعدلات الطبيعية بحوالي سبع درجات. كما يحذر المختصون من إمكانية تشكل سُحب بعيدة المدى وهطول زخات رعدية في شمال وغرب العراق.

موجة الحر والقبة الحرارية

في مصر، حذرت الهيئة العامة للأرصاد الجوية من موجة حر شديدة تشمل معظم أنحاء البلاد بدءًا من يوم الاثنين وحتى الجمعة المقبلة، مع توقعات لدرجات حرارة تصل إلى 49 مئوية في ظلال الجنوبي. ويترافق هذا الارتفاع مع احتمال هطول سُحب رعدية ونشاط لرياح مثيرة للرمال.

تتكون السُحب الرعدية، وفقًا لمختصين، نتيجة التقاء كتلة هوائية حارة مع رطوبة في طبقات الجو العليا. وأوضحت منار غانم، عضو المركز الإعلامي بالهيئة العامة للأرصاد الجوية بمصر، أن عددًا من الدول تأثرت حاليًا بامتداد مرتفع جوي يُسمى “القبة الحرارية”، والذي يسهم في تسخين الهواء وزيادة سطوع الشمس.

ومن المتوقع أن تنكسر شدة هذه الموجة في مصر بداية الأسبوع المقبل بعد أن تمر بذروتها بين الثلاثاء والجمعة.

أثر الموجة على المنطقة

في سوريا، حذرت المديرية العامة للأرصاد الجوية من درجات حرارة قد تصل أيضًا إلى 49 مئوية، وخاصة في المناطق الشرقية. وقد توقع الخبراء نشاط الرياح المصحوبة بعواصف رعدية وزخات أمطار في بعض المناطق، خاصة جنوبًا وعلى الساحل.

وقد أشار الخبير محمد مطر في حديثه مع وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) إلى ارتفاع درجات الحرارة بسبب تأثير منخفض موسمي هندي مع وجود مرتفع جوي شبه مداري في الطبقات العليا، مما يؤدي إلى تشكل “القبة الحرارية” التي تؤثر على كافة الأراضي السورية وتستمر حتى نهاية الأسبوع.

تكرار هذه الموجات الحارة

تشير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى زيادة التغيرات المناخية بشكل ملحوظ خلال الفترات الأخيرة، بما في ذلك تكرار هذه الموجات الحارة. وفيما يتعلق بإمكانية حدوث تكرار لمثل هذه الموجات خلال الصيف الحالي، أكدت منار غانم أن احتمال ذلك وارد جدًا، حيث إننا لا زلنا في ذروة موسم الصيف الذي يتبقى حوالي 40 يومًا على نهايته.

وذكرت غانم أن درجات الحرارة المرتفعة تتجاوز المعدلات المعتادة، خاصة في الصعيد بجنوب مصر. وتكمن المشكلة الرئيسية في طول مدة هذه الموجات الحارة، حيث عادت لتكون أكثر شدة في السنوات الأخيرة، مما يعد من آثار التغير المناخي.

إجمالًا، من المتوقع أن تستمر موجات الحر هذه بصورة متزايدة في المستقبل بفعل التغير المناخي الذي يعززه النشاط البشري، وعليه فإن الاستعداد لمثل هذه الظروف المناخية سيكون أمرًا مهمًا للحفاظ على الصحة العامة والاستعداد للتقلبات المناخية الهائلة.