تضاعف سرعة سرقة البيانات بمعدل ثلاث مرات منذ 2021.. كيف يؤثر ذلك على الأمان الرقمي؟

كشف تقرير الاستجابة للحوادث الأمنية العالمية 2025 الصادر عن شركة بالو ألتو نتوركس عن تطورات مقلقة في عالم الأمن السيبراني، حيث تضاعف تسارع سرقة البيانات لأكثر من ثلاث مرات مقارنة بعام 2021. يأتي هذا في وقت يتزايد فيه تهديد الهجمات الإلكترونية على قطاع الرعاية الصحية، الذي يُتوقع أن يُربط 80% من أجهزته الطبية بالإنترنت بحلول عام 2026. أوضح التقرير أن 70% من الحوادث الأمنية التي تعاملت معها الشركة في عام 2024 كانت تستهدف ثلاثة أهداف أو أكثر، مما يبرز الحاجة الماسة للمؤسسات لتبني أنظمة أمن سيبراني أكثر كفاءة وشمولية.

استثمارات خليجية في الأمن السيبراني

تشير التوقعات من المنتدى الاقتصادي العالمي إلى أن سوق الأمن السيبراني في الشرق الأوسط سيصل إلى 31 مليار دولار بحلول عام 2030، مما يعكس الاستثمارات المتزايدة من دول مجلس التعاون الخليجي لتقوية دفاعات الفضاء الرقمي. في الإمارات، أظهرت الإحصائيات أن القطاعات الحيوية كانت عرضة لنحو 50 ألف هجوم إلكتروني يومياً خلال عام 2024، مما يعكس حجم التحديات والتهديدات المتزايدة.

أصبح تنظيم القوانين جزءًا أساسيًا من التصدي لهذه التحديات. حيث أصدرت الإمارات في عام 2024 “معيار أبوظبي لأمن المعلومات الصحية” (ADHICS)، ويهدف هذا المعيار إلى تنظيم حماية بيانات المرضى ورفع معايير الأمان لتتماشى مع المعايير الدولية.

التحديات الرئيسية أمام قطاع الرعاية الصحية

تواجه مجالات الرعاية الصحية ثلاثة تحديات رئيسية تتمثل في التعقيدات النابعة من شبكات المستشفيات والأجهزة غير المحدثة. برزت الهجمات الإلكترونية كأحد الأخطار المتزايدة التي تستهدف البيانات الحساسة كالسجلات الطبية والتقارير التشخيصية. مع زيادة نسبة الأجهزة الطبية المرتبطة بالإنترنت، من المتوقع أن يتسع نطاق الهجمات، مما يعرض بيانات المرضى للخطر.

توجد كذلك مشكلة تشغيل العديد من الأجهزة بعدد كبير من الأنظمة القديمة مثل “ويندوز 7″ و”ويندوز إكس بي” دون تحديثات أمنية كافية لسنوات، مما يوفر ثغرات للمهاجمين. ولقد وثقت التقارير حالات تم فيها الوصول إلى البيانات السرية لأجهزة التصوير من خلال كلمات مرور ثابتة موضوعة في أدلة المستخدمين، مما يزيد من مخاطر الاختراق.

الذكاء الاصطناعي كأداة دفاعية

يعتبر اعتماد الذكاء الاصطناعي أمرًا ملحًا في ظل هذه التهديدات المتزايدة. حيث استعرض الخبراء كيف يمكن استخدام هذه التقنية ليس فقط لمواجهة المخاطر، بل أيضًا للتفوق على المهاجمين من خلال جمع المعلومات استباقيًا وتحليل الهجمات التي تحوي تقنيات الذكاء الاصطناعي.

كما أوصى التقرير بضرورة تنظيم تمارين محاكاة للهجمات ورسم خرائط دقيقة للبيانات والأصول، مع ضمان توعية القيادات الأمنية بكيفية الاستخدام السليم للأجهزة وطرق حمايتها. من شأن دمج هذه الاستراتيجيات مع وجود فريق بشري مؤهل أن يعزز من قدرة المؤسسات الصحية على إدارة أنظمتها الدفاعية بشكل فعال، لا سيما في ظل تزايد مخاطر الاختراقات السيبرانية التي تهدد بيانات المرضى في جميع أنحاء العالم.