صدق أو لا تصدق: مستشار إيران يكشف خطة التفاوض مع أمريكا في روما

تستعد إيران لإجراء مفاوضات هامة مع الجانب الأمريكي في العاصمة الإيطالية روما، حيث تسعى لتحقيق اتفاق شامل يعالج القضايا العالقة بين الطرفين. تعكس هذه المحادثات مدى أهمية العلاقات الإيرانية الأمريكية وتأثيرها على القضايا الإقليمية والدولية الراهنة، وسط استعدادات مكثفة وتصريحات رسمية تشير إلى رغبة في الوصول لحلول متوازنة ومثمرة لكلا الجانبين.

خارطة التفاوض الإيرانية مع تصعيد الجدية

أكد مستشار المرشد الإيراني علي لاريجاني أن الفريق الإيراني المفاوض يمتلك كامل الصلاحيات لتحقيق تقدم ملموس في المحادثات المزمع عقدها في العاصمة الإيطالية. وفي تغريدة عبر منصّة “إكس”، أوضح علي شمخاني أن التفاوض يسير وفق مبادئ واضحة تعكس رؤية طهران حول مستقبل هذه العلاقات. تأتي هذه الخطوة ضمن مساعٍ لحلحلة التوترات وتحقيق تقدم حقيقي في الملفات الحيوية، خاصة في ظل تعاظم الضغط الدولي والإقليمي على إيران وأمريكا للتوصل إلى تفاهمات تحقق المصالح المشتركة للجانبين.

المبادئ التسعة للتفاوض وموقف إيران الثابت

تعتمد إيران خلال هذه المحادثات على تسعة مبادئ واضحة تقود مفاوضاتها مع الجانب الأمريكي، حيث تشمل: الجدية في الحوار، ضمان تقديم التزامات متبادلة، رفع العقوبات التي تثقل كاهل الاقتصاد الإيراني، ورفض النماذج التفاوضية مثل النموذج الليبي الذي يؤدي إلى فرض قيود مفرطة. كما تؤكد طهران على أهمية تجنّب لغة التهديدات والمماطلات، تعجيل الخطى نحو تفاهمات بنّاءة، منع الأطراف الخارجية من تغذية الفوضى، خصوصًا إسرائيل، مع التركيز على تسهيل الاستثمارات الأجنبية التي تدعم الاقتصاد الإيراني. تسعى إيران من خلال هذه المبادئ إلى تحقيق اتفاق متوازن بعيد عن سياسات الإملاء أو التنازل الأحادي.

التحديات المستقبلية وتأثير مفاوضات روما

من المتوقع أن تواجه المفاوضات في روما تحديات كبيرة مرتبطة بمواقف الطرفين؛ فمن جهة، يشترط الأمريكيون تقديم ضمانات بشأن السلوك الإيراني في الملفات النووية والإقليمية، بينما تشدد إيران على ضرورة رفع العقوبات بشكل كامل كشرط لتنفيذ أي اتفاق. ومع ذلك، يرى المراقبون أن لقاء روما يحمل فرصًا لتحريك المياه الراكدة بين البلدين، خاصة إذا تم تجاوز المخاوف المتبادلة. يتطلب الوضع الحالي إرادة سياسية قوية من الجانبين لتجنب التصعيد وتحقيق إنجاز ملموس يُعيد بناء الثقة بينهما، مما يساهم في تعزيز الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي.