رغم الإنجازات التي حققتها المملكة العربية السعودية في مجال التعليم خلال السنوات الأخيرة، إلا أن تحسين أداء المعلمين لا يزال من الملفات الحيوية التي تحتاج إلى اهتمامٍ خاص. فالأداء الحالي للمعلمين لا يتماشى مع طموحاتنا في الارتقاء بنظام التعليم ليكون في مصاف الدول المتقدمة. تتجلى إحدى أبرز المشكلات في ضعف التمكن البيداغوجي، أي الأساليب الفنية والتقنيات المستخدمة في التدريس، إضافةً إلى حركة التغييرات المستمرة التي تتسبب في عدم استقرار المهنة، بسبب التقاعد والتعيين المستمر. تساهم هذه العناصر في خلق بيئة تعليمية غير مستقرة، حيث يظل أداء المعلم محط قلق في كل نظام تعليمي.
التحديات التي تواجه التعليم والمعلمين
تظهر المؤشرات الدولية أن أهم التحديات التي تواجه التعليم تكمن في بقاء الأساليب التقليدية للتدريس دون تغيير، وضعف التخصيص في التعليم، ونقص الوقت المخصص لتطوير مهارات المعلمين. وهنا يبرز الذكاء الاصطناعي كأداة استراتيجية يمكن أن تساهم في تحسين أداء المعلمين ورفع جودة التعليم بشكل ملحوظ. يمكن اعتبار الذكاء الاصطناعي “رافعة” لتطوير الأداء، مما يعني أنه وسيلة فاعلة وسريعة لتحديث النظام التعليمي وتطويره. إدخال هذه التقنية الحديثة سيساعد في إنتاج بيئات تعليمية تفاعلية ومرنة، بل يوجب علينا الاستعداد للتفاعل مع هذه التطورات والاستفادة منها بأقصى سرعة.
تجربة إستونيا كنموذج ملهم
لنستعرض تجربة إستونيا، التي تبرز كنموذج يُحتذى به في مجال التعليم، حيث استطاعت أن تحقق نتائج متقدمة في برنامج التقييم الدولي للطلبة (PISA 2022). فقد حصلت على المركز السادس عالميًا في القراءة والرياضيات والعلوم، وتصدرت دول أوروبا في تصنيف العلوم، كما كانت لها تجارب مقارنة ناجحة في PISA 2018. ومن أبرز العوامل التي ساهمت في النجاح التربوي لإستونيا هو الاستثمار المبكر في البنية التحتية الرقمية. ومن خلال مشروع “تحوّل النمر”، الذي بدأ في عام 1996، تم ربط جميع المدارس بالإنترنت، مما أدى إلى تعزيز التعليم الرقمي. كما أن منهج التعليم هناك لا يقتصر على المعرفة الأكاديمية بل يشمل تنمية المهارات الشخصية، التفكير النقدي، والبرمجة للأطفال.
دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم
تستفيد المدارس في إستونيا من العديد من الأنظمة الرقمية المتقدمة مثل نظام eKool الذي يغطي 90% من المدارس، ويتيح متابعة الأداء الأكاديمي للطلاب والمعلمين وأولياء الأمور بشكل يومي. كما تم إطلاق مبادرة AI Leap التي تهدف لتدريب 20,000 طالب و3,000 معلم على مهارات الذكاء الاصطناعي، حيث يساهم هذا التعاون في دعم التفكير النقدي والوعي بالذكاء الاصطناعي دون أن يُستبدل المعلم. من خلال دمج الذكاء الاصطناعي بالعملية التعليمية، يحصل المعلمون على أدوات تقييم آلية وتحليلات دقيقة لتحسين نتائج الطلاب، مما يسهل من تطوير الدروس وفقًا للأداء الفعلي للطلاب، ويعزز من دافعية الطلاب من خلال الدعم الشخصي والموارد الإضافية المتاحة.
إن تجربة إستونيا تقدم نموذجًا واضحًا حول كيفية دمج التكنولوجيا في التعليم وتعزيز جودة الأداء، مما يُشجع الدول الأخرى لإعادة التفكير في مؤسساتهم التعليمية وكيف يمكن للابتكار الرقمي أن يسهم في تحسين العملية التعليمية.
متابعين الاقتصاد؟ أسعار الدولار والعملات الأجنبية اليوم الاثنين 21-4 بكل وضوح
مواعيد انطلاق قطارات القاهرة إلى المحافظات اليوم الخميس 7-10-2021
«عرض مذهل» HONOR 400 تصل إلى مصر بأسعار تنافسية ومواصفات مبتكرة تجذب الأنظار
«سعر مميز» سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 6-7-2025 في البنوك الرسمية
«تجربة فريدة» جولات تصوير مسلسلات تركية مجانية للمسافرين عبر إسطنبول كيف تحجزها؟
شهادات بنك مصر 2025 بعائد يصل إلى 30%.. تفاصيل ومميزات الشهادات الجديدة
«نتيجة مؤكدة» نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الأول متى وأين ستظهر النتائج؟