فقد بصره بالكامل.. تفاصيل تُكشف لأول مرة عن الأيام الأخيرة لأحمد زكي

يعتبر الفنان أحمد زكي واحدًا من أبرز نجوم السينما المصرية الذين تركوا بصمة استثنائية بأعمالهم وفنهم الفريد، إلا أن الأيام الأخيرة من حياته شهدت مأساة إنسانية كبيرة، حيث كشف مدير أعماله محمد وطني أنه فقد بصره بالكامل أثناء تصوير مشاهده الأخيرة في فيلم “حليم”، ومع ذلك أصر على استكمال عمله بإصرار وشجاعة غير مسبوقين.

تفاصيل مؤلمة عن فقدان أحمد زكي البصر

كشف محمد وطني في لقاء تلفزيوني أن أحمد زكي عاش أيامه الأخيرة في جناحه الخاص بالمستشفى، حيث فقد القدرة على الإبصار قبل عشرين يومًا من وفاته، إلا أنه لم يرغب في أن يعلم أحد بمرضه أو بعجزه، ما يعكس قوة تحمله ورغبته في الحفاظ على صورته كفنان لا يعرف الاستسلام، كما أوضح وطني أن زكي كان يعتمد على إحساسه وصوت “تكة” الباب لتمييز الأشخاص الذين يزورونه، وقد استمر في أداء مشاهده حتى آخر لحظة خلال تصوير فيلم “حليم”، بالرغم من التحدّيات الصحية التي واجهها، وهذا يظهر التزامه الفني وروحه الملتزمة تجاه جمهوره.

رحلة حياة أحمد زكي الفنية

وُلد أحمد زكي في الثامن عشر من نوفمبر عام 1949 بمدينة الزقازيق، وكانت طفولته مليئة بالصعوبات بعد وفاة والده وزواج والدته مرة أخرى، حيث تولى جدّه تربيته، وعلى الرغم من تلك التحديات الاجتماعية، وجد زكي نفسه في المدرسة الصناعية التي شهدت بدايات تألقه الفني، حيث لاحظ ناظر المدرسة موهبته الكبيرة وشجعه على التمثيل بالمسرح المدرسي، وانتقل زكي بعد ذلك إلى المعهد العالي للفنون المسرحية، حيث درس التمثيل والإخراج وتخرج في عام 1973 بتقدير امتياز، ليبدأ مسيرة مهنية حافلة أفنى فيها حياته للفن.

إبداع متجسد في أفلام أحمد زكي

خلال مشواره الفني الذي انطلق بمسرحية “هالو شلبي”، تمكن أحمد زكي من ترك أثر فني لا يُمحى، فقدّم أفلامًا أثرت السينما المصرية بشكل عميق مثل “النمر الأسود”، “ضد الحكومة”، “الإمبراطور”، و”البيضة والحجر”، وهذا التنوع في أدواره كشف عن إمكانياته التمثيلية الخارقة، حيث كان يُجيد التعبير عن أصعب المشاعر الإنسانية بأداء طبيعي ومؤثر، وينظر إليه النقاد والجمهور كرمز للفن المصري الأصيل.

رغم الألم الجسدي الذي واجهه أحمد زكي في أيامه الأخيرة، إلا أن روحه القوية وشغفه للفن جعلاه يستمر في تقديم أعمال لا تُنسى تُخلد ذكراه في قلوب الملايين، ستبقى قصة حياته مصدر إلهام للأجيال القادمة وقدوة لكل من يسعى لتحقيق الحلم رغم الصعوبات.