ليبيا بعد 14 عامًا من تدخل الناتو وإسقاط القذافي أصبحت ساحة للصراع الإقليمي والدولي؛ حيث تحولت إلى مركز معقد يمتزج فيه النفوذ الإقليمي بالقوى العظمى التي تشجع الصراع ضمنيًا مع غياب فعلي للدور الأمريكي المباشر في حل الأزمة.
الصراع الإقليمي والدولي في ليبيا بعد 14 عامًا من سقوط القذافي
تواجه ليبيا اليوم صراعات معقدة بعد 14 عامًا من التدخل العسكري للناتو وإسقاط نظام معمر القذافي، فقد أصبحت مسرحًا لتداخل المصالح الإقليمية والدولية، حيث يتنافس الفاعلون الإقليميون على السيطرة والنفوذ، مع تلقي الدعم الضمني من القوى الكبرى مثل واشنطن وموسكو. تتكرر الاضطرابات رغم محاولة المجتمع الدولي تأمين دولة مستقرة، فكثيرًا ما كان التدخل الأمريكي في ليبيا ضعيف التأثير أو يشوب تدخلاته مخاوف من نتائج سياسية، كما حدث في انتخابات 2021 التي شهدت انهيارًا واضحًا نتيجة خشية الولايات المتحدة من فوز سيف الإسلام القذافي.
دور القوى العظمى في الأزمة الليبية ومسارات السلام المتعثرة
حتى مع ظهور الولايات المتحدة بين الحين والآخر، تبقى مساهمتها في حل الأزمة الليبية غير فعالة، حيث تؤكد الأجواء السياسية أن فرص نجاح خارطة الطريق الأممية ضعيفة، بالرغم من تأكيد مستشار الرئيس ترامب السابق، مسعد بولس، أن واشنطن ستقدم دعمها لها. خلال فترة إدارة ترامب، بدا أن الاهتمام الليبي كان ثانويًا، إذ اتسم النهج بمنح الأولوية لتبادل المصالح فوق المبادئ الثابتة، ما أدى إلى غياب واشنطن عن المعارك السياسية التي تحدد المشهد الليبي، وهو ما أفسح المجال أمام القوى الإقليمية لتملأ الفراغ.
تدخل القوى الإقليمية لتعزيز النفوذ في ليبيا بعد 14 عامًا من الصراع والنزاع
على الصعيد الإقليمي، شهدت ليبيا تدخلات مكثفة لدعم مختلف الفصائل، حيث دعمت تركيا حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس، وأصبح للرئيس أردوغان نفوذ سياسي متصاعد، إذ تشارك المخابرات التركية بشكل مباشر في القرارات الحاسمة للحكومة. في الوقت نفسه، عملت أنقرة على فتح قنوات اتصال مع المنافس الأمريكي خليفة حفتر بهدف توسيع سيطرتها على المشهد السياسي. أما من جهة أخرى، فقد برزت روسيا كأقوى داعم لحفتر، حيث أرسلت قوات شبه عسكرية عبر شركة “فاغنر” لدعم حملاته العسكرية، ما عمق الانقسام الليبي وزاد من تعقيد الأزمة.
- تدخل الناتو أسفر عن تغييرات جذرية في المشهد السياسي والعسكري في ليبيا
- تراجع الدور الأمريكي وغياب تأثيره في تحقيق الاستقرار السياسي
- صعود النفوذ التركي الروسي عبر دعم أطراف متنازعة
- تزايد الانقسام الداخلي وتفاقم الصراع المسلح بسبب التدخلات الخارجية
| الجهة الداعمة | طبيعة الدعم | الهدف | 
|---|---|---|
| الولايات المتحدة | دعم ضعيف ومتذبذب، تدخل سياسي | حماية مصالح خاصة ومنع فوز سيف الإسلام القذافي | 
| تركيا | دعم حكومي وعسكري استخباراتي | تمكين حكومة طرابلس وزيادة النفوذ التركي | 
| روسيا | قوات شبه عسكرية (فاغنر) | تعزيز قوات حفتر وتقوية الانقسام السياسي | 
