تحذير الطوارئ.. نيويورك تعلن حالة استثنائية بعد فيضان يشل المترو والمطارات ويخلف ضحايا

أمطار نيويورك الغزيرة التي اجتاحت المدينة يوم 30 أكتوبر 2025 شكلت حالة طوارئ قصوى بعد أن غمرت الشوارع وأغرقت الأنفاق، مما أدى إلى تعطل حركة المترو والمطارات وحدوث سقوط ضحايا، في مشهد يعيد للأذهان فيضانات عام 2021 التي أودت بحياة العديد من السكان. إعلان الطوارئ جاء بعد تحذيرات هيئة الأرصاد من فيضانات مرتقبة في المناطق المنخفضة، مما دفع السلطات إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة تداعيات هذه الموجة غير المسبوقة من الأمطار.

تأثير أمطار نيويورك على غرق الشوارع وتعطيل حركة المترو والمطارات

لم تكن أمطار نيويورك مجرد نزول مياه عادي، بل حطمت أرقامًا قياسية في سرعة وكميات الهطول، إذ ذكر رئيس بلدية المدينة إريك آدامز أن الأمطار التي هطلت خلال عشر دقائق تعادل ما يُفترض أن يسقط على مدار ساعات طويلة، مما أجهد أنظمة الصرف الصحي التي لم تستطع تصريف هذه الكمية الهائلة. نتيجة لذلك، تحولت أجزاء واسعة من بروكلين ومانهاتن إلى بحيرات مائية، وغمرت المياه الأقبية والأنفاق، مما أدى إلى تعطيل محطات المترو وتأخير حركة المرور بالكامل. إغلاق الطرق وأضرار البنية التحتية كانت من أبرز نتائج هذه العاصفة شديدة القوة، مما جعل أمطار نيويورك تتحمل مسؤولية هذه الفوضى المناخية.

سقوط ضحايا وارتفاع كميات الأمطار في نيويورك وتأثيرها على المطارات والمواصلات

أمطار نيويورك الغزيرة لم تقتصر على الفيضانات فحسب، بل خلفت خسائر بشرية، حيث توفي شخصان غرقًا بعد أن غمرت المياه أقبية منازلهما في بروكلين ومانهاتن، وفقًا لتقارير الشرطة الأمريكية. غسل العاصفة مترو الأنفاق وأجبر شركات الطيران على إلغاء وتأجيل أكثر من ألف رحلة، أغلبها في الشمال الشرقي للولايات المتحدة. بلغت كميات الأمطار في مطارات المدينة مستويات قياسية تجاوزت خمسة سنتيمترات، كما في مطار لاغوارديا ومطار نيوارك الدولي، مما تسبب في تعطيل الملاحة الجوية وتأجيل مئات الرحلات مع استمرار سقوط الأشجار التي ألحقت أضرارًا بالمباني والمركبات. هذه الأحداث سلطت الضوء على هشاشة استجابة البنية التحتية لأمطار نيويورك وما تسببه من تبعات وخيمة على الحياة اليومية.

تحذيرات من فيضانات مستقبلية وأهمية تطوير البنية التحتية لمواجهة أمطار نيويورك

تشير تداعيات أمطار نيويورك الأخيرة إلى أن هذه الظاهرة ليست عابرة بل علامة على تحديات تواجه المدينة مستقبلاً بسبب التغيرات المناخية المتزايدة، وخصوصًا ارتفاع مستوى مياه الأنهار المحيطة بها. سلطت هذه العاصفة الضوء على المخاطر التي تحدق بالسكان القاطنين في الأدوار السفلية والمناطق المنخفضة التي تعرضت لغرق متكرر في أقبية المنازل. يؤكد الخبراء ضرورة الإسراع في تحسين وتطوير شبكات الصرف والبنية التحتية لتقليل الأضرار المحتملة، أوضح ذلك في عناصر قدرة المدينة على التعامل مع أمطار نيويورك الغزيرة:

  • تعزيز أنظمة الصرف الصحي وتحسين تصريف المياه السطحية
  • رفع مستويات الحماية للسكان المقيمين في المناطق المنخفضة والأقبية السكنية
  • تحديث خطط الطوارئ وتقنيات الاستجابة السريعة للكوارث الطبيعية
موقع القياس كمية الأمطار (سم)
سنترال بارك 4.7
مطار لاغوارديا 5.31
مطار نيوارك ليبرتي 5.05

هذه الأحداث المأساوية تظهر أن أمطار نيويورك لم تعد مجرد ظاهرة طبيعية دورية بل تحذير صارخ لوجوب تطوير بنية تحتية مرنة وأكثر قدرة على التصدي لتحديات الطقس القاسي، خاصة في ظل التحولات المناخية التي تؤثر سلبًا على تكرار وشدة العواصف والأمطار المفاجئة. مدينة نيويورك اليوم أمام امتحان حقيقي في كيفية حماية سكانها وضمان استمرارية حياتهم الطبيعية رغم هذه الكوارث المتزايدة.