مصر تحول الغاز الإسرائيلي لمليارات كيف قلبت القاهرة المعادلة لصالحها
مصر تحول الغاز الإسرائيلي لمليارات الدولارات عبر صفقة استراتيجية جعلت القاهرة تجمع بين المكاسب المالية والتأثير السياسي بذكاء فاق التوقعات، وهو ما أكده تقرير موقع Bizportal الاقتصادي الإسرائيلي، حيث تزود إسرائيل مصر بالغاز من حقل ليفياثان الغني، وتُصدر مصر الغاز المسال بعد تسييله في محطات إدكو ودمياط الوحيدة شرقي المتوسط القادرة على تحويل الغاز إلى حالة سائلة للتصدير.
كيف تجني مصر مليارات من الغاز الإسرائيلي؟
مصر تحول الغاز الإسرائيلي لمليارات من الأموال عبر آلية شراء ذكية، إذ تشتري القاهرة الغاز من إسرائيل بسعر يتراوح بين 7.5 إلى 8 دولارات لكل وحدة حرارية، بينما تبيعه بعد التسييل بسعر 14 دولارًا للوحدة الحرارية، محققة بذلك هامش ربح يقارب 80%، وفقًا لموقع Bizportal. وقد وصف التقرير الإسرائيلي هذه الصفقة بأنها “هدية من تل أبيب” إذ تتحمل إسرائيل تكاليف الحفر والبنية التحتية، بينما تجني مصر أرباحًا ضخمة، ما جعل رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو يفكر في إعادة النظر في الاتفاق، إلا أن العقود كانت قد أبرمت مع شركات دولية كبرى مثل نيو ميد وشيفرون، مما يجعل تعديل الاتفاقية أمرًا معقدًا.
مصر كيف تستفيد استراتيجيًا من الغاز الإسرائيلي؟
تمديد الاتفاقية مع شركة نيو ميد حتى عام 2040 بقيمة 35 مليار دولار يعكس مدى استفادة مصر الاستراتيجية من الغاز الإسرائيلي. ومنذ 2020، استقبلت مصر نحو 23.5 مليار متر مكعب من غاز حقل ليفياثان، بحسب ما أعلنته الشركة. وحسب أستاذ هندسة البترول والطاقة جمال القليوبي، مصر تحول الغاز الإسرائيلي لمليارات من خلال ثلاث محاور رئيسية: أولاً، تكلفة النقل عبر بدائل مثل العوائم أو خطوط التصدير الطويلة مرتفعة جدًا، مما يجعل التصدير إلى مصر الأقل تكلفة، ثانيًا، حقوق حقول كاريش وتمار وليفياثان تمثل كامل الاحتياطات الغازية لإسرائيل، ولهذا فإن تصدير الغاز إلى مصر هو السبيل العملي الوحيد، ثالثًا، استقبال الغاز يمنح مصر تأثيرًا استراتيجيًا مهمًا على القرارات الإسرائيلية الداخلية والخارجية، بما في ذلك قضايا فلسطين.
مصر تحول الغاز الإسرائيلي لمليارات.. توترات وصفقة مستمرة
الصفقة التي تدعم مصر ماديًا وسياسيًا لم تخلُ من توترات بين واشنطن وتل أبيب، فرغم ضغوط إدارة ترامب على إسرائيل، رفض وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين المصادقة على الاتفاق بسبب عدم ضبط الأسعار بما يناسب السوق الإسرائيلية، مما أدى لإلغاء وزير الطاقة الأمريكي كريس رايت زيارته لإسرائيل. وتستمر شركة شيفرون الأمريكية في الضغط للموافقة على الصفقة وسط خلفية دبلوماسية معقدة تتعلق بخطط السلام في غزة.
في الوقت ذاته، مصر تستثمر بقوة في اكتشافاتها الغازية المحلية، فقد أعلنت مؤخرًا عن اكتشافين في دلتا النيل بطاقة إنتاج يومي 19 مليون قدم مكعب، لأول مرة منذ عامين. تدفع مصر 5.7 مليار دولار لحفر 480 بئرًا جديدًا في الصحراء الغربية وخليج السويس والبحر المتوسط ودلتا النيل، لتعزيز الاستقرار الطاقي والاستقلال الاقتصادي، مستفيدة من الطلب الأوروبي الملح على الغاز بعد الأزمة مع روسيا، فضلًا عن استغلالها لمحطات إدكو ودمياط لتصدير الغاز المسال.
مع اكتمال خط الأنابيب الإسرائيلي الجديد “نيتسانا”، ستزيد القدرة على نقل الغاز، مما يعزز الأرباح ويضمن استمرار الصفقة حتى 2040. وأظهرت بيانات أولية من “ميس إيكنوميك” ارتفاعًا في إنتاج الغاز الطبيعي المصري خلال الربع الثالث من 2025 بنحو 1% مقارنة بالربع السابق، ليبلغ متوسط الإنتاج اليومي 4.2 مليار قدم مكعبة، ما يعكس بداية التعافي بعد سنوات من الركود.
| العنصر | القيمة | 
|---|---|
| مدة صفقة الغاز مع إسرائيل | 15 سنة | 
| قيمة الصفقة | 130 مليار دولار | 
| سعر شراء الغاز (للوحدة الحرارية) | 7.5–8 دولارات | 
| سعر بيع الغاز بعد التسييل | 14 دولارًا | 
| الاستثمارات في حفر الآبار | 5.7 مليار دولار | 
| الإنتاج اليومي للغاز في 2025 | 4.2 مليار قدم مكعبة | 
- شراء الغاز بأسعار منخفضة من إسرائيل وتحقيق هامش ربح عالي
- استخدام محطات إدكو ودمياط لتسييل الغاز وتصديره لأوروبا
- الاستثمار الكبير في اكتشافات وحقول الغاز المحلية
- التحكم في نقل الغاز عبر خط أنابيب نيتسانا لزيادة الربحية
- توظيف الغاز كأداة للتأثير الاستراتيجي في المنطقة
