بعد قفزة قياسية في 2025، يتوقع البنك الدولي تباطؤ ارتفاع أسعار الذهب، حيث تشهد السوق ارتفاعات غير مسبوقة ولكن بوتيرة معتدلة خلال الأعوام القادمة، مما يجعل مراقبة تحركات هذا المعدن النفيس أمرًا ضروريًا للمستثمرين والمتابعين.
توقعات البنك الدولي لأسعار الذهب بعد القفزة القياسية في 2025
أكد البنك الدولي في تقريره المحدث حول توقعات السلع الأساسية على استمرار سوق الذهب في تحقيق مستويات قياسية جديدة حتى عام 2026، مع ارتفاع متوقع بنسبة 5% فقط في سعر الأوقية، ليصل متوسط السعر إلى حوالي 3,575 دولار، بعد الارتفاع الحاد الذي تجاوز 50% خلال عام 2025، ما يشير إلى تباطؤ ملحوظ في وتيرة الصعود. ويعزى هذا التباطؤ إلى عوامل اقتصادية وجيوسياسية بينها ضعف الدولار الأمريكي وتيسير السياسة النقدية، التي أثرت بشكل مباشر في الطلب الاستثماري على الذهب.
وعلى صعيد الفضة، يرتقب التقرير ارتفاعًا بأكثر من 7.9% ليصل متوسط سعر الأوقية إلى 41 دولارًا في 2026، نظرًا للطلب المتزايد عليها كأصل استثماري وكمكون أساسي في الصناعات الحديثة. مع حلول عام 2027، يتوقع عودة بعض التراجع حيث سيهبط متوسط سعر الذهب إلى 3,375 دولارًا للأوقية، بانخفاض يتجاوز 5%، وسينخفض سعر الفضة إلى 37 دولارًا مع تراجع يلامس 10%.
عوامل دفعت أسعار الذهب إلى القفزات التاريخية في 2025
يرى البنك الدولي أن الزيادة الكبيرة في أسعار الذهب خلال 2025 ترجع بشكل رئيسي إلى ارتفاع الطلب الاستثماري نتيجة عدة عوامل متشابكة، منها التوترات الجيوسياسية المتصاعدة والمخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي، بالإضافة إلى ضعف الدولار الأمريكي والسياسات النقدية التسهيلية التي اعتمدتها البنوك المركزية الأمريكية.
ويشبه التقرير هذا الارتفاع بطفرة أواخر السبعينيات من القرن الماضي، مشيرًا إلى أن الزيادة غير المسبوقة في مشتريات البنوك المركزية كانت عاملًا محوريًا في دعم الأسعار وحماية المعدن من تقلبات السوق. وعلى الرغم من هذا الدعم، فإن البنك الدولي يحذر من أن سرعة ارتفاع أسعار الذهب بعد 2025 لن تظل كما هي، نظرًا لتغير العوامل الاقتصادية والسياسية العالمية.
توقعات أداء الفضة الذهب وتأثير التوترات الاقتصادية والجيوسياسية
يرى البنك الدولي في توقعاته أن أسعار الذهب في عام 2026 ستظل أعلى بنحو 180% مقارنة بمتوسط أسعار الفترة بين 2015 و2019، مما يعكس تغيرًا هيكليًا وفطريًا في الأسواق. أما الفضة، فتتمتع بتوقعات إيجابية بفضل الطلب المزدوج عليها كأصل استثماري وعنصر حيوي في صناعة الطاقة المتجددة وأشباه الموصلات، مما يعزز من استقرارها نسبيًا في حال ضعف الإقبال على الذهب كملاذ آمن.
ويحذر التقرير من أن التوترات الجيوسياسية، النزاعات التجارية، أو التصعيد الدولي قد يؤدي إلى زيادة الطلب على الذهب والفضة، مما يعزز من ارتفاع الأسعار، بينما قد يدفع تحسن الأوضاع السياسية وتشديد السياسات النقدية إلى تراجع تدريجي في نهاية دورة الارتفاع الحالية.
| السنة | متوسط سعر الذهب للأوقية (دولار) | متوسط سعر الفضة للأوقية (دولار) |
|---|---|---|
| 2025 | 3,405 (ارتفاع 50%) | 38 |
| 2026 | 3,575 (ارتفاع 5%) | 41 (زيادة 7.9%) |
| 2027 | 3,375 (انخفاض 5%) | 37 (انخفاض 10%) |
- الارتفاع الحاد في 2025 مدفوع بالطلب الاستثماري والتوترات العالمية
- تراجع النمو في أسعار الذهب والفضة خلال 2026 و2027
- مخاطر متعددة تؤثر على مستقبل الأسعار بين السياسي والاقتصادي
