كلوزابكس دواء نفسي يتحول إلى أداة قتل في جريمة أطفال الهرم وغيرها من الجرائم البشعة التي هزت الرأي العام المصري. هذا العقار، الذي صُمم لعلاج الفصام وتقليل الأفكار الانتحارية، ظهر في وقائع قتل مروعة كان أشهرها جريمة “صغار الهرم” التي أودت بحياة أم وأطفالها بطريقة تقشعر لها الأبدان، مما يطرح تساؤلات خطيرة حول استخدام كلوزابكس خارج نطاق الإشراف الطبي.
كيف استُخدم كلوزابكس في جريمة أطفال الهرم لإنهاء حياة أم وأطفالها؟
تُعد جريمة “صغار الهرم” من أبشع الجرائم التي شهدتها محافظة الجيزة، حيث استخدم المتهم عقار كلوزابكس بطريقة مميتة للتخلص من الأم “زيزي” وأطفالها الثلاثة “سيف” و“جنى” و“آدم”؛ حيث كشفت التحقيقات أن الجاني مزج العقار مع سائل تنظيف بيطري يحتوي على مادة كاوية، ثم قدمه في مشروب للأم التي توفيت لاحقًا في مستشفى قصر العيني، قبل أن يكرر الأمر مع طفليها بينما ألقى الطفل الثالث في ترعة المنصورية إثر رفضه تناول المشروب السام؛ وتكشف هذه الواقعة كيف يمكن لعقار كلوزابكس أن يتحول من دواء نفسي له تأثير عميق، إلى أداة قتل قاتلة عندما يُساء استخدامه.
تكرار استخدام كلوزابكس في جرائم مصر البشعة
لم تُقتصر جرائم كلوزابكس على واقعة الهرم، ففي عام 2021 استُخدم كلوزابكس أيضًا في حادثة “فتاة المول” التي حاولت فيها فتاة تسميم صديقتها “نجلاء نعمة الله” عبر وضع أقراص العقار في كوب عصير، إلا أن محاولة القتل باءت بالفشل بعدما شعرت الضحية بعدم الارتياح ورفضت تناول المشروب؛ ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد حيث استدرجت الجانية صديقتها لاحقًا إلى عيادة وقتلتها طمعًا في مبلغ نقدي بسيط لا يتجاوز 2000 جنيه؛ بينما في عام 2018 بمدينة السادات بمحافظة المنوفية، استخدمت سيدة عقار كلوزابكس بدم بارد ضد زوجها تحت مساعدة عشيقها، حيث طحنوا الأقراص وخلطوها مع مشروب جعله يغط في نوم عميق قبل أن يُقتل بقطعة حديد؛ وتحكي هذه الأحداث عن منحى خطير في إساءة استغلال كلوزابكس خارج الإرشادات الطبية الصارمة.
خصائص عقار كلوزابكس.. ما يجعله قويًا وخطيرًا في آن معًا
يُعرف عقار كلوزابكس كأحد الأدوية المضادة للذهان التي تُعالج حالات الفصام المقاوم، حيث يعمل على تعديل توازن المواد الكيميائية في الدماغ مثل الدوبامين والسيروتونين، مما يحسن الحالة المزاجية ويحد من السلوك الانتحاري؛ لكنه يحمل حساسية كبيرة تجعله دواءً يستخدم فقط تحت رقابة طبية صارمة، إذ يمكن لأي زيادة غير محسوبة في الجرعة تحويله من علاج منقذ إلى مادة قاتلة؛ وذلك لأن العقار يسبب انخفاضًا حادًا في خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن مكافحة الأمراض، فضلاً عن تثبيطه للجهاز العصبي المركزي، ما يؤدي إلى فقدان الوعي والغيبوبة؛ كما أنه قد يسبب تثبيطًا للجهاز التنفسي يؤدي إلى بطء التنفس أو توقفه بالكامل، بالإضافة إلى انخفاض خطير في ضغط الدم واضطرابات في ضربات القلب يمكن أن تنتهي بتوقف عضلة القلب.
- موازنة نسب الدوبامين والسيروتونين في الدماغ
- خفض السلوك الانتحاري وتحسين المزاج
- التأثير الخطير عند الجرعات الزائدة
- انخفاض خلايا الدم البيضاء وتثبيط الجهاز العصبي
- تثبيط التنفس واضطرابات القلب المحتملة
| تأثير كلوزابكس | النتيجة عند الاستخدام غير السليم |
|---|---|
| مضاد للذهان | تعرض للحالات النفسية لأضرار شديدة |
| خفض السلوك الانتحاري | تحول إلى أداة للقتل عند إساءة استخدامه |
| تثبيط الجهاز العصبي المركزي | فقدان الوعي والغيبوبة وحتى الوفاة |
يبقى كلوزابكس دواءً ذا تأثير فعال للمرضى النفسيين الذين يعانون من الفصام والاضطرابات المزاجية الشديدة، لكنه يتحول إلى خطر داهم في أيدي من يستغلونه خارج الإشراف الطبي؛ وهذه الجرائم التي ارتبط فيها عقار كلوزابكس في مصر خلال السنوات الماضية مثل قضية “صغار الهرم” وجرائم أخرى تفرض ضرورة التشديد على مراقبة تداول هذه الأدوية الحساسة، إضافة إلى رفع مستوى الوعي بخطورة استخدام مثل هذه الأدوية بشكل خاطئ؛ فتفهم مخاطره والالتزام التام بتعليمات الأطباء هو السبيل الوحيد لمنع تكرار المآسي التي هزت المجتمع مؤخرًا.
