صادرات الصين من المعادن النادرة شهدت تراجعًا ملحوظًا خلال سبتمبر مقارنة بشهر أغسطس، وسط تشديد بكين لقواعد التصدير على هذه الموارد الحيوية، مما أثار مخاوف متزايدة بشأن استقرار سلاسل التوريد العالمية وتصاعد التوتر التجاري مع الولايات المتحدة. وأظهرت بيانات هيئة الجمارك الصينية أن الكمية المصدرة بلغت 6538 طناً في سبتمبر، مقارنة بـ 7338 طناً في أغسطس، ويُستخدم الجزء الأكبر من هذه المعادن في تصنيع السيارات الكهربائية، الأسلحة المتطورة، والصناعات الإلكترونية المتقدمة.
تراجع صادرات الصين من المعادن النادرة وعكس اتجاه النمو السابق
يشكل هذا الانخفاض في صادرات الصين من المعادن النادرة نقطة تحول واضحة في مسار النمو الذي شهدته هذه الصادرات على مدى الأشهر الأخيرة، حيث وصل أغسطس إلى أعلى مستوياته منذ عام 2012 على الأقل. هذا التراجع يبرز تعقيدات الأوضاع الحالية التي تواجهها الصين بسبب الإجراءات الأكثر صرامة التي طبقتها على صادرات المعادن النادرة، والتي كان يمكن ملاحظتها في الزيادات المتتالية خلال الشهر السابق. ويُوضح الجدول التالي بيانات صادرات المعادن النادرة في الشهرين الأخيرين:
| الشهر | كمية الصادرات (بالأطنان) |
|---|---|
| أغسطس | 7338 |
| سبتمبر | 6538 |
تصاعد القلق في واشنطن بسبب قيود الصين الجديدة على صادرات المعادن النادرة
شهد الشهر الحالي إعلان الصين عن حزمة قيود موسعة تشمل توسيع نطاق ضوابط التصدير لتشمل المنتجات المصنعة خارج الصين، في حال احتوائها على نسب ضئيلة من المعادن النادرة ذات المنشأ الصيني، مما اعتُبر خطوة تصعيدية في النزاع التجاري بين البلدين. إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب دانت هذه الإجراءات ووصفتها بأنها تهديد لأمن الإمدادات العالمية، في حين ردت بكين بأن الإجراءات جاءت ردًا على تصعيد واشنطن للقيود الاقتصادية المفروضة على الشركات الصينية. وتُضيف هذه التطورات إلى حالة عدم اليقين في أسواق المعادن النادرة، التي تُعتبر عنصرًا حيويًا في صناعة التكنولوجيا المتقدمة.
رد واشنطن المحتمل ومتابعة الأسواق للقاء شي وترمب في كوريا الجنوبية
تلوح واشنطن برد جماعي محتمل أمام الإجراءات الصينية، حيث لمح وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت إلى احتمال تنسيق ردة فعل اقتصادية دولية لمواجهة تشديد الصين على صادرات المعادن النادرة، وذلك خلال الاجتماع السنوي للمسؤولين الاقتصاديين الدوليين بواشنطن. هذا التصعيد يعيد إلى الواجهة أهمية المعادن النادرة كأساس في النزاعات التجارية والاقتصادية بين أكبر قوتين عالميتين. وفي ظل التوترات الراهنة، تتجه الأنظار الآن إلى اللقاء المرتقب بين الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الأميركي دونالد ترمب في كوريا الجنوبية، المقرر الأسبوع المقبل، والذي من المأمول أن يكون فرصة لبحث سبل تهدئة التوترات التجارية وتمديد الهدنة الجمركية القائمة. وتظل الأسواق العالمية في حالة ترقب حيال تأثير تراجع صادرات الصين من المعادن النادرة على سلاسل التوريد والاقتصاد العالمي، لا سيما مع محاولات الولايات المتحدة تنويع مصادرها وتقليل اعتمادها على المورد الصيني الوحيد لهذه المواد الاستراتيجية.
- زيادة الرقابة الصينية على صادرات المعادن النادرة
- التصعيد في الحرب التجارية بين بكين وواشنطن
- الرد الاقتصادي الجماعي المحتمل من واشنطن وحلفائها
- تأثير التوترات على صناعة السيارات الكهربائية والصناعات الإلكترونية
- الترقب الدولي للقاء شي جين بينغ ودونالد ترمب
