الإيرادات المتوقعة من المتحف المصري الكبير، كم يجني سنويًا، تشكل واحدة من أبرز التساؤلات التي تحيط بهذا الصرح الثقافي الضخم الذي ينتظره العالم ومصر بشغف، خاصة مع الفرص الكبيرة التي يفتحها أمام تنمية السياحة والاقتصاد في منطقة الأهرامات ومحيطها.
الإيرادات السنوية المتوقعة للمتحف المصري الكبير وتأثيرها الاقتصادي
أوضح الخبير الاقتصادي هاني جنينه أن تكلفة إنشاء المتحف المصري الكبير بلغت حوالي 1.2 مليار دولار، وتم تمويل الجزء الأكبر من هذا المشروع عبر قرضين بقيمة 800 مليون دولار بفائدة تفضيلية لا تتجاوز 1.5%، مما يوفر قاعدة مالية قوية للمتحف. من جهة أخرى، يتوقع أن تحقق إيرادات تذاكر الزوار الأجانب نحو 45 مليون دولار سنويًا، بناءً على متوسط 5 آلاف زائر يوميًا وسعر تذكرة يبلغ 25 دولارًا لكل زائر. مع ذلك، تبقى هذه الإيرادات جزءًا بسيطًا مما يمكن للمتحف تحقيقه، إذ يشمل العائد الاقتصادي أيضًا الإنفاق على الخدمات المرتبطة مثل الطعام والشراب والهدايا وركوب الإبل والخيول، حيث يقدر متوسط إنفاق الزائر اليومي بحوالي 100 دولار، مما يرفع القيمة الإجمالية للعائدات السنوية إلى نحو 200 مليون دولار. لا يقتصر الأثر الاقتصادي على الإيرادات المباشرة فقط بل يتعداه إلى تحسين قيمة منطقة الأهرامات بأكملها، ما يعزز قدرة مقدمي الخدمات على زيادة إيراداتهم بطريقة تتجاوز الرسوم التقليدية، ويسهم بفعالية في دفع عجلة التنمية الاقتصادية للمنطقة.
المتحف المصري الكبير: تفاصيل وإنجازات فريدة تعزز السياحة الثقافية
يمتد المتحف المصري الكبير على مساحة ضخمة تقارب 500 ألف متر مربع، ما يجعله الأكبر من نوعه عالميًا، ويشمل “الدرج العظيم” الذي تصطف على طرفيه تماثيل ضخمة لملوك مصر يصل ارتفاعها إلى ستة طوابق، وهو معلم فني وهندسي مذهل. يضم المتحف المجموعة الكاملة لتراث الملك توت عنخ آمون، حيث تعرض لأول مرة في مكان واحد أكثر من 5 آلاف قطعة أثرية من كنوزه، إلى جانب آلاف القطع التي تروي تاريخ مصر عبر عصور مختلفة. ووفقًا للبيانات الرسمية، تم نقل 51,472 قطعة أثرية إلى المتحف، خضعت منها 50,466 قطعة لعمليات ترميم دقيقة لضمان المحافظة على قيمتها التاريخية والفنية.
- تم ترميم 1240 قطعة من مركب خوفو الثانية من أصل 1272 قطعة استخراجها
- نُقلت 1,006 قطع من هذا المركب إلى المتحف
- نُقلت 5,340 قطعة أثرية من مجموعة الملك توت عنخ آمون
- وُضعت 42 قطعة على “الدرج العظيم” من أصل 72 قطعة وفق التصميم النهائي
هذه الإنجازات تعكس ضخامة الجهد الهندسي والفني الذي تم بذله قبل افتتاح المتحف، مما يجعل الزائر يعيش تجربة فريدة بين تاريخ مصر العظيم وجمال الابتكار في تقديمه.
ارتفاع إيرادات السياحة في مصر مع افتتاح المتحف المصري الكبير
يأتي افتتاح المتحف المصري الكبير في توقيت حيوي يعكس تعافي قطاع السياحة في مصر بعد فترة من التحديات، حيث سجل القطاع أرقامًا قياسية في الإيرادات وعدد الزوار خلال العام المالي 2023-2024، حيث بلغت إيرادات السياحة نحو 14.4 مليار دولار بزيادة 34.6% عن العام السابق، واستقبلت مصر 15 مليون زائر خلال التسعة أشهر الأولى من العام بارتفاع نسبته 21%، محققة عائدات سياحية بقيمة 12.5 مليار دولار بزيادة 14.7%. وتتوقع السلطات السياحية زيادة عدد الزوار إلى 17.8 مليون هذا العام مع نمو متوقع يصل إلى 18.6 مليون زائر بحلول 2026، مدعومًا بتنامي السياحة الشاطئية والثقافية. يمثل افتتاح المتحف المصري الكبير إضافة قوية لوجهة مصر الثقافية العالمية، مما سيعزز بشكل كبير من الإيرادات المتوقعة من المتحف المصري الكبير ويُسهم في تطوير الخدمات السياحية.
| العامل | التقدير |
|---|---|
| عدد الزوار اليومي | حوالي 5000 زائر |
| سعر تذكرة الدخول | 25 دولارًا |
| الإيراد السنوي من التذاكر | 45 مليون دولار |
| متوسط الإنفاق اليومي للزائر (شامل خدمات إضافية) | 100 دولار |
| الإيراد السنوي المتوقع من إجمالي الإنفاق | 200 مليون دولار |
