ارتفاع مستمر.. النحاس يرتفع بدعم قوي من الفيدرالي الأمريكي وسط نقص الإمدادات العالمية

النحاس يواصل الصعود بدعم من الفيدرالي الأمريكي وتراجع الإمدادات العالمية، حيث شهدت أسعار النحاس ارتفاعًا ملحوظًا خلال التداولات الحالية، استجابةً لتصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، التي أشارت إلى احتمالية خفض أسعار الفائدة في أكتوبر المقبل، ما حفز المستثمرين على تعزيز مراكزهم في السلع الأساسية، وعلى رأسها النحاس وسط أجواء تفاؤل متزايدة تجاه أداء السوق في المرحلة القادمة.

تعافي أسعار النحاس وصعودها إلى 10,687 دولارًا للطن بعد تراجع الأسبوع الماضي

شهدت أسعار النحاس في بورصة لندن للمعادن ارتفاعًا بنسبة 1.1%، لتصل إلى نحو 10,687 دولارًا للطن في تداولات وسط اليوم بمنطقة شنغهاي، في مؤشر على تعافي الأسعار إثر فترة من التذبذبات الشديدة التي شهدتها الأسواق خلال الأسبوع السابق؛ ويرى المحللون أن هذا الصعود ينبع من عاملين رئيسيين:

• التيسير النقدي الأمريكي الذي ينعش النشاط الصناعي عالميًا، مما يزيد الطلب على النحاس.
• انخفاض المعروض العالمي بسبب تعطل الإنتاج في عدد من المناجم الكبري، مما حد من الإمدادات.

توقعات ببلوغ سعر النحاس 12 ألف دولار خلال 2025 مع استمرار تدفقات الاستثمارات

تتزايد التوقعات بوصول سعر النحاس إلى مستوى 12 ألف دولار للطن خلال الأشهر القادمة، بحسب ما أفاد به كيني آيفز، رئيس وحدة التداول في شركة CMOC Group، مؤكدًا أن الأسعار تمضي نحو تجاوز مستوياتها القياسية السابقة. وبدوره، يرى نيك سنودون، رئيس أبحاث المعادن في شركة Mercuria Energy Group، أن الاستثمارات المتدفقة على قطاع المعادن الأساسية تضاعف فرص استمرار المكاسب على المدى القصير، مع تأكيده على دور هذه العوامل في دعم الأسعار بثبات.

ارتفاع الطلب الأخضر يشكل دفعة قوية لنمو أسعار النحاس في ظل قطاعات الطاقة النظيفة والسيارات الكهربائية

سجل النحاس رقمًا قياسيًا مرتفعًا عند 11,104 دولارات للطن في مايو 2024، بدعم مباشر من زيادة الطلب الهيكلي من قطاعات التحول الأخضر، والتي تشمل:

• مشاريع الطاقة المتجددة التي تعتمد بشكل كبير على النحاس.
• توسيع شبكات النقل الكهربائي التي تتطلب كميات عالية من النحاس.
• صناعة السيارات الكهربائية التي تعتمد بكثافة على النحاس في تصنيع مكونات المركبات.

هذا النمو المتزايد في الطلب الأخضر يعزز التوقعات بنمو مستمر في أسعار النحاس خلال عام 2026 وما بعده، مع استمرار الاعتماد على التكنولوجيا النظيفة في مختلف الصناعات.

مخاوف تباطؤ الاقتصاد الصيني وأثرها المحتمل على أسعار النحاس رغم التوقعات الإيجابية

بالرغم من أجواء التفاؤل، أعرب عدد من الخبراء المشاركين في أسبوع بورصة لندن للمعادن عن تحفظاتهم حيال استمرار الاتجاه الصاعد قصير الأجل، مستندين إلى تباطؤ النشاط الصناعي في الصين، أكبر مستهلك عالمي للنحاس؛ حيث أشار غرايم تراين، رئيس تحليل المعادن في شركة Trafigura Group، إلى احتمال بلوغ الدورة الصناعية في الصين ذروتها مما قد يؤدي إلى انخفاض الطلب خلال الربع الأول من 2026. كما لفت تقرير صادر عن غولدمان ساكس إلى وجود فائض طفيف في الإمدادات العالمية، إلا أنه توقع توازنًا تدريجيًا مع تحسن الطلب في الأسواق الآسيوية.

التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين تشكل تهديدًا للسوق مع تحذيرات بعقوبات جديدة

تعتبر التوترات التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين من أبرز المخاطر التي تهدد استقرار سوق النحاس، حيث أطلق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مؤخرًا تهديدات بفرض قيود إضافية على تجارة الزيوت النباتية، في رد فعل على تعليق الصين واردات فول الصويا الأمريكي؛ ما أعاد إلى الأذهان مخاوف تصعيد تجاري قد يؤثر بشكل سلبي على سلاسل التوريد العالمية، ويزيد من تقلبات السوق.

تأثير العوامل الجيوسياسية والسياسات النقدية على مسار أسعار النحاس المستقبلية

في ظل استمرار السياسة النقدية التوسعية في الولايات المتحدة وتزايد الطلب الصناعي المرتبط بالمشاريع الخضراء، يُرتقب أن يظل النحاس يسير على منحنى صعودي خلال الفترات المقبلة؛ غير أن هذا المسار يرتبط بشكل وثيق باستقرار العوامل الجيوسياسية والعوامل الاقتصادية، إذ قد يؤدي حدوث انتكاسات في الاقتصاد الصيني أو تصعيدات جيوسياسية حادة إلى تقلبات حادة تؤثر سلبًا على الأسواق العالمية.