أدنى سعر.. القمح ينخفض إلى مستوى غير مسبوق منذ 5 سنوات رغم تصاعد التوترات وتحسن الإمدادات

القمح يسجل أدنى مستوى منذ 5 سنوات وسط تحسن الإمدادات وتصاعد التوترات التجارية، ما يعكس تأثير وفرة العرض وتوتر العلاقات الاقتصادية العالمية على تحركات الأسعار، خاصة مع تجدد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ما دفع المشترين إلى التريث انتظارًا لانخفاضات إضافية في السوق.

تأثير تحسن الإمدادات العالمية على انخفاض سعر القمح

شهدت الأسواق انخفاضًا ملحوظًا في سعر القمح مع استمرار تحسن الإمدادات العالمية، حيث أعلنت شركة “سوف إيكون” المتخصصة في الاستشارات الزراعية عن زيادة توقعاتها لإنتاج روسيا، أكبر مُصدر للقمح في العالم، لموسم الحصاد الحالي، مما زاد الضغط على الأسعار عالميًا، وبالمثل، تتجه الأرجنتين لتسجيل إنتاج قياسي بلغ مستويات موسم 2021-2022، مما يعمّق المنافسة في الأسواق الدولية ويؤخر ارتفاع الأسعار المنتظر. تعكس هذه الزيادات في حجم العرض حالة الهدوء النسبي في الأسواق بسبب استقرار المعروض، وهي عوامل رئيسة أدت إلى تسجيل سعر القمح أدنى مستوى له منذ خمس سنوات.

تأثير التوترات التجارية بين واشنطن وبكين على سعر القمح

زاد تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين من الضغوط التي تواجه سعر القمح، حيث أثرت المخاوف بشأن تباطؤ الطلب على المنتجات الزراعية الأمريكية، لا سيما فول الصويا، على بقية المحاصيل الزراعية، بما في ذلك القمح، ونتيجة لذلك سادت حالة قلق بين المستثمرين والمشترين. تستعد كل من الولايات المتحدة والصين لفرض رسومات جمركية جديدة خلال الأسابيع القادمة، مما يُهدد بتراجع صادرات الولايات المتحدة الزراعية ويزيد حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية، وهو ما ينعكس سلبًا على أسعار القمح بين تقلبات الأسواق الدولية.

تباطؤ الطلب العالمي وتأثيره على حركة سعر القمح

يرصد تقرير مؤسسة “هاي تاور” حالة تباطؤ في الطلب العالمي على القمح، حيث تسير وتيرة الشراء بوتيرة معتدلة دون أي زيادات مفاجئة، خاصة مع توفر الإمدادات الكبيرة لدى كبار المنتجين مثل روسيا وكندا وأستراليا، بينما تبدي الأسواق الآسيوية تحفظًا في اتخاذ قرارات استيراد كبرى، منتظرة فرصة لأسعار منخفضة محتملة في الربع الأخير من العام. وقد تجلت هذه الحالة في انخفاض سعر القمح بنسبة 0.4% ليصل إلى 4.95 دولار للبوشل حسب بيانات التداول في سنغافورة، مقتربًا من أدنى مستوى له في خمس سنوات، مع توازي انخفاض أسعار فول الصويا، في حين استقرت أسعار الذرة نسبيًا، ما يعكس الترقب الحذر الذي يُسيطر على أسواق السلع الزراعية.

  • زيادة الإنتاج الروسي والأرجنتيني للقمح
  • التوترات التجارية تؤثر على الطلب الأمريكي
  • تريث المشترين في آسيا ينتظر تراجع الأسعار
السلعة التغير في السعر السعر الحالي (دولار للبوشل)
القمح انخفاض بنسبة 0.4% 4.95
فول الصويا تراجع مماثل غير محدد
الذرة استقرار نسبي غير محدد

يرى المحللون أن استمرار تراجع سعر القمح في المدى القصير مرتبط ببقاء عوامل وفرة الإمدادات العالمية دون تغييرات جذرية، سواء من ناحية الإنتاج أو الطلب، مع إمكانية تغير المسار في حال تصعيد جديد في الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، أو حدوث تحولات ملحوظة في طلب الأسواق الآسيوية، لذلك يتابع المستثمرون عن كثب تحركات روسيا والأرجنتين لتقييم حجم الفائض المتوقع في الصادرات خلال موسم 2025/2026، مما سيحدد مستقبل أسعار القمح وتعافيها لاحقًا.