توتر متصاعد.. واشنطن وبكين يدخلان مواجهة قد تؤدي لأزمة اقتصادية عالمية جديدة

أزمة اقتصادية تلوح في الأفق بين أمريكا والصين مع تصاعد التوترات التجارية، حيث عبّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن نبرة أقل حدة تجاه الصين، مطمئنًا الأسواق عبر منصته “تروث سوشيال” بقوله: “لا تقلقوا بشأن الصين.. كل شيء سيكون على ما يرام”، بعد أن شهدت وول ستريت خسائر حادة إثر إعلان ترامب فرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 100% على بعض الواردات الصينية، ردًا على ضوابط التصدير الصينية على المعادن النادرة.

تطورات حاسمة في التوتر بين أمريكا والصين وتأثيرها على الأسواق الاقتصادية

الأسواق تتابع عن كثب سياسة ترامب تجاه الصين، فبينما بدا خطاب الرئيس الأميركي أقل تشددًا، إلا أن الملامح المستقبلية للعلاقات التجارية بين البلدين لا تزال تحيط بها الكثير من الغموض، وبطبيعة الحال تبقى ورقة الحرب التجارية تحكم مستويات التوتر المتصاعد على الساحة العالمية. الأسواق العالمية وعلى رأسها وول ستريت تترقب بقلق شديد أية مؤشرات قد توضح سياسة الإدارة الأميركية في الفترة القادمة، وسط توقعات متباينة بين إمكانية وصول الأطراف إلى تسوية تجارية فعالة أو تفاقم الأزمة بتصعيد إضافي يعمّق من تداعيات الأزمة الاقتصادية.

رد الصين الحازم على سياسة ترامب تجاه التوتر التجاري بين أمريكا والصين

ردت وزارة التجارة الصينية بقوة على الخطوات الأميركية، مؤكدة أن بكين لا تطمح إلى تصعيد الأوضاع، لكنها في الوقت نفسه أوضحت أنها لن تتردد بالرد على أي إجراءات قد تُفرض عليها؛ حيث قالت الوزارة إن الولايات المتحدة أساءت استغلال ضوابط التصدير وتجاوزت مفهوم الأمن القومي بشكل واضح، لتبلغ رسالة مفادها التمسك بمبدأ “عدم البدء في الحرب، ولكن الاستعداد الكامل للمواجهة إذا لزم الأمر”، وهو موقف يرجح استمرار حالة عدم الاستقرار التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم.

التوتر التجاري بين أمريكا والصين في ظل القمة المرتقبة بكوريا الجنوبية

تشير تحليلات حديثة، مثل تقرير صحيفة فايننشال تايمز، إلى أن الصين قد تتبع استراتيجية محسوبة في فرض قيود على المعادن النادرة، بهدف دفع الولايات المتحدة للرد بشكل متسرع، وهو ما يعني تكتيكًا دبلوماسيًا لدفع ترامب إلى تصرفات قد تُضعف موقفه قبيل القمة المحتملة التي سيعقدها مع الرئيس الصيني شي جينبينغ في نهاية أكتوبر في كوريا الجنوبية. كريستوفر جونسون، المحلل السابق في CIA والرئيس الحالي لمجموعة “استراتيجيات الصين”، أكد أن الهدف الصيني يتمثل في استفزاز ترامب لإظهار رد فعل مبالغ فيه كما حدث في أبريل، ما يعزز نفوذ الصين في المفاوضات القادمة ويضع ميزان القوى لصالح بكين في النقاشات المتعلقة بالسياسات التجارية والاقتصادية.

  • فرض أمريكا رسوم جمركية بنسبة 100% على صادرات صينية مختارة
  • إجراءات الصين بشأن ضوابط تصدير المعادن النادرة
  • الرد الحازم لوزارة التجارة الصينية
  • توقعات بتصعيد أو تسوية تجارية في القمة المرتقبة
الحدث التاريخ
فرض الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة الجلسة المالية يوم الجمعة الماضية
تصريحات ترامب حول الصين مساء الأحد عبر “تروث سوشيال”
اللقاء المتوقع بين ترامب وشي جينبينغ نهاية أكتوبر في كوريا الجنوبية

على الرغم من التصريحات المتناقضة، يبقى اللقاء المرتقب بين ترامب وشي جينبينغ يحمل آمالًا مرتفعة للتوصل إلى اتفاق يقلل من حدة التوترات التجارية التي تلقي بظلالها على الاقتصاد العالمي وأسواق الطاقة وسلاسل الإمداد العالمية. فقد بات واضحًا أن أي خطوة على مسار التهدئة ستؤثر بشكل كبير على مستقبل العلاقات الاقتصادية بين القطبين الأكبرين، مما يجعل متابعة الأحداث القادمة جزءًا لا يتجزأ من فهم الأزمة الاقتصادية التي قد تتفاقم إذا استمر التوتر التجاري بين أمريكا والصين.