تصعيد الغاز.. روسيا تزيد إمداداتها رغم العقوبات الأمريكية المفروضة على موسكو

موسكو تتحدى واشنطن بزيادة ضخ الغاز رغم القيود والعقوبات الأمريكية على تصدير الغاز الطبيعي المسال من منشأة “آركتيك إل إن جي 2” الروسية شمال الدائرة القطبية؛ الأمر الذي يشكل تحديًا مباشرًا يؤكد استمرار روسيا في تجاوز العقوبات الأميركية، مما يضع الإدارة الأميركية أمام اختبار صبر في ملف الغاز الروسي.

موسكو تستمر في ضخ الغاز رغم العقوبات الأمريكية والإجراءات الغربية

توضح بيانات تتبع حركة السفن، التي جمعتها وكالة “بلومبرغ”، أن منشأة “آركتيك إل إن جي 2” الروسية ممثلةً بتصدير الغاز الطبيعي المسال واصلت نشاطها رغم العقوبات الأميركية المفروضة منذ عام 2023 عقب الاجتياح الروسي لأوكرانيا؛ حيث تم تحميل الشحنة العاشرة في أواخر يونيو 2025، مع توجيه غالبية هذه الشحنات إلى ميناء في جنوب الصين أو إلى منشأة تخزين تقع في أقصى شرق روسيا، مؤكدًة بذلك أن روسيا لم تتراجع عن ضخ الغاز رغم العقوبات الأمريكية.

الولايات المتحدة تحجم عن تشديد العقوبات لتفادي تصعيد أزمة الغاز الروسي

رغم تصاعد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، اختارت الولايات المتحدة عدم تصعيد العقوبات بحق تصدير الغاز الطبيعي المسال الروسي، كخطوة تُفسر على أنها تهدئة نسجت لتجنب مزيد من التصعيد في الأزمة؛ ويتزامن ذلك مع رغبة الإدارة الأميركية بقيادة دونالد ترامب في التوصل لإنهاء النزاع في أوكرانيا، وسط تحضيرات لعقد اجتماع مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لمناقشة دعم أنظمة الدفاع الجوي وأسلحة جديدة إضافةً إلى احتياجات الطاقة، ما يعكس موقفًا دبلوماسيًا حذرًا في ملف الغاز الروسي.

الصين تستقبل الغاز الروسي رغم العقوبات وتختار ميناء “بيهاي” لضمان استمرارية التصدير

منذ أغسطس، وصلت إلى محطة “بيهاي” الصينية ثماني شحنات من الغاز الطبيعي المسال الروسي الخاضع للعقوبات، بحسب بيانات تتبع السفن، وهذه هي أولى الصادرات الروسية التي تبلغ ميناءً أجنبيًا خلال فترة العقوبات؛ ويرى الخبراء أن اختيار الصين ميناء “بيهاي” يرجع إلى محدودية تداخله في الساحة الدولية والحفاظ على قطاع الغاز الصيني من أي تداعيات سلبية محتملة من واشنطن، مما يجعل استيراد الغاز عبر هذا الميناء خطوة استراتيجية للحفاظ على تدفق الغاز الروسي إلى السوق الصينية.

تحديات موسمية وأزمة تسويقية تواجه مشروع “آركتيك إل إن جي 2” الروسي

على الرغم من إنتاج ثماني شحنات خلال صيف 2024، إلا أن مشروع “آركتيك إل إن جي 2” واجه تحديات حقيقية أدت إلى توقف الإنتاج في أكتوبر من نفس العام بسبب عدة أسباب؛ بينها عدم قدرة المشروع على العثور على مشترين جدد فضلًا عن المعوقات المناخية التي تتمثل في تراكم الجليد الموسمي الذي يعرقل حركة السفن؛ ونتيجة لهذه الظروف، اضطرت المنشأة الروسية إلى تخزين كميات الغاز المسال في مرافق مخصصة داخل البلاد حتى يتم استئناف عمليات التصدير، وهو ما يعكس الطبيعة المعقدة لتصدير الغاز الروسي رغم محاولات موسكو المستمرة لتجاوز العقوبات الأمريكية.

• التغلب على العقوبات الأمريكية يستلزم استراتيجيات تسويق مرنة
• اختيار وجهات تصدير استراتيجية لضمان استمرارية ضخ الغاز
• التعامل مع تحديات المناخ مثل تراكم الجليد الموسمي
• توازن دبلوماسي في العلاقات بين روسيا وأميركا والصين