تغيرات يومية.. الشروق يختلف حسب الموقع والزمان بشكل مذهل

موعد الشروق يختلف من يوم لآخر ومن مكان لآخر بسبب عدة عوامل طبيعية وفلكية تؤثر على توقيت ظهور الشمس فوق الأفق، وهذا الاختلاف له تأثير كبير في حياتنا اليومية من الصلاة إلى الزراعة والتصوير الفوتوغرافي والأنشطة الرياضية.

لماذا يختلف موعد الشروق من يوم لآخر ومن مكان لآخر؟ الأسباب والعوامل المؤثرة

موعد الشروق يتغير باستمرار نتيجة مجموعة عوامل متداخلة، أبرزها تغير زاوية ميل محور الأرض نسبة إلى الشمس خلال السنة، وهذا التغير يؤدي إلى اختلاف طول النهار وموعد الشروق والغروب يوميًا؛ إضافة إلى ذلك، يختلف وقت الشروق بين المناطق حسب خطوط العرض، حيث تزداد الفروق الزمنية بين المدن الواقعة شمالًا وجنوبًا. كما تلعب المناوبة الصيفية دورًا في تعديل الساعة الرسمية، ما يؤثر على التوقيت الظاهري لشروق الشمس. إلى جانب الظروف الجوية التي تشمل الضباب، الغيوم، والرطوبة، فهي تؤثر على وضوح اللحظة التي تُرى فيها الشمس فعليًا، وكذلك انكسار الضوء عبر الغلاف الجوي. العوائق المحيطة بالمراقب مثل التلال، المباني، والأشجار قد تؤخر رؤية الشمس حتى بعد موعدها الفلكي. إجمالاً، هذه الأسباب تفسر لماذا يختلف موعد الشروق من يوم لآخر ومن مكان لآخر بطريقة معقدة ومرتبطة بالبيئة المحيطة والموقع الجغرافي.

كيف يتم حساب موعد الشروق؟ الأدوات العلمية والحسابات الفلكية

لحساب موعد الشروق لأي موقع على سطح الأرض، يُستخدم علم الفلك الذي يعتمد على معطيات دقيقة مثل الإحداثيات الجغرافية (خط العرض وخط الطول) واليوم في السنة، حيث تختلف أوقات الشروق بتغير الفصول؛ كما يتم أخذ التوقيت المحلي والتعديلات الصيفية بعين الاعتبار. تأثير انكسار الضوء الجوي يُعدل من الزاوية التي تُحسب بها لحظة شروق الشمس، ويتم احتساب لحظة الشروق عند زاوية تقارب -0.833 درجة تحت الأفق لأثر انكسار الضوء وقطر الشمس الظاهر. ارتفاع المراقب عن سطح البحر يؤثر بدوره، فكلما زاد الارتفاع، يظهر قرص الشمس مبكرًا قليلاً. يستخدم علماء الفلك والمعماريون عددًا من النماذج الحسابية المعقدة، وتوجد تطبيقات إلكترونية موثوقة مثل “Time and Date”، “Sunrise & Sunset”، و“Geotimedate” لعرض مواعيد شروق الشمس بدقة عالية تشمل كل هذه المتغيرات.

كيف نستخدم معرفة موعد الشروق عمليًا في حياتنا اليومية

معرفة موعد الشروق تساعد في تنظيم العديد من الأنشطة التي تعتمد على ضوء الشمس الصباحي، ومنها:

• أوقات الصلاة في الدول الإسلامية، حيث يُحدد بدء وقت صلاة الضحى ونهاية وقت الإمساك بناءً على طلوع الشمس.
• الزراعة، إذ يبدأ النشاط الضوئي للنباتات عادةً مع شروق الشمس، مما يؤثر على التخطيط الزراعي والبيوت المحمية.
• التصوير الفوتوغرافي، خصوصًا خلال فترة “الضوء الذهبي” التي تقع بعد الشروق مباشرة وتُضفي ألوانًا ناعمة وجذابة للصور.
• ممارسة الرياضة في الهواء الطلق، حيث يفضل البعض التمرن في هذا الوقت للاستفادة من الهواء النقي وأشعة الشمس المبكرة التي تعزز إنتاج فيتامين د.
• التخطيط المعماري ومشاريع الطاقة الشمسية، حيث يُحسَب توقيت الشروق والغروب بعناية لتصميم الألواح الشمسية واستغلال ضوء النهار بأقصى فعالية.

تجدر الإشارة إلى أن مواعيد الشروق تقريبية، وقد تختلف دقائق معدودة حسب الموقع الدقيق وارتفاع المراقب وكذلك حالة الطقس، مثل الغيوم والضباب والعوائق المحلية.

الاعتماد على مواعيد الشروق بدقة يساعد على الاستفادة القصوى من الضوء الطبيعي، مع التنبّه إلى أن الظروف المناخية والتضاريس قد تسبب انحرافات بسيطة في رؤية الشروق الفعلي، ولذلك يُفضل استخدام تطبيقات فلكية موثوقة أو الرصد الميداني في الحالات التي تتطلب دقة عالية.