معرفة المواقع.. إبراهيم محلب يفصح عن تفاصيل نقل تمثال رمسيس الثاني واختيار موقع المتحف المصري الجديد

المتحف المصري الكبير يُعبّر عن إرث الحضارة المصرية العريقة بموقعه الذي تم اختياره بعناية فائقة ضمن مشروعات كبرى في مصر؛ إذ يعود الفضل في تحديد موقعه إلى دراسات علمية دقيقة أشرف عليها فريق خبراء ثقافيين وهندسيين، تحت قيادة وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني وبموافقة الرئيس الأسبق حسني مبارك، ليكون المتحف نقطة جذب سياحي وتجاري ذائعة الصيت بإطلالته الفريدة على أهرامات الجيزة. رحلة بناء المتحف المصري الكبير لم تكن يسيرة، إذ امتدت عبر مراحل معقدة من نقل الملكية وإزالة التحديات اللوجستية، مما جسّد بداية جديدة لبناء هذا الصرح الثقافي العظيم الذي يعكس عظمة التاريخ المصري القديم.

تفاصيل اختيار موقع المتحف المصري الكبير وأهميته الحضارية

اختيار الموقع الدقيق للمتحف المصري الكبير جاء بعد استعراض متعدد العوامل الحضارية والهندسية، فقد كان الموقع السابق لمعهد التدريب الفني للمقاولين العرب، ما جعل العملية تحتاج إلى تخطيط دقيق لضمان استغلال المكان بأفضل صورة. هذا الموقع تميز بإطلالته المباشرة على أهرامات الجيزة من جهة الشرق؛ ما جعله شاهدًا حيًا على حضارة مصر الفرعونية العريقة، ويضفي عليه بعدًا سياحيًا حضاريًا جاذبًا لمختلف الزوار من أنحاء العالم. العملية لم تكن عشوائية بل استغرقت وقتًا وجهدًا مكثفًا لضمان توافق المشروع مع الرؤية الوطنية التي تحدد دور مصر في الحفاظ على تراثها الحضاري ونقله للأجيال القادمة.

نقل تمثال رمسيس الثاني: إنجاز هندسي وطني في المتحف المصري الكبير

شهدت قصة المتحف المصري الكبير واحدة من أكثر اللحظات إثارة، وهي عملية نقل تمثال الملك رمسيس الثاني الضخم عام 2006، حيث تم نقله من ميدان رمسيس إلى مكانه الجديد داخل المتحف. كانت فكرة النقل قائمة دون تفكيك التمثال إنجازًا هندسيًا عالميًا نادرًا، إذ تطلبت دقة عالية وشجاعة في التنفيذ. تكون فريق العمل من أكثر من 15 خبيرًا في مجالات الهندسة، الآثار، والنقل الثقيل تحت إشراف المهندس الدكتور أحمد حسين، الذي قاد العمل باستخدام تقنيات متطورة تهدف إلى تثبيت التمثال في وضعه القائم، والحفاظ عليه بحالة جيدة دون أي أضرار.

  • كوّن الفريق الهندسي الخبراء المختصين
  • استخدم أحدث التقنيات لنقل التمثال القائم
  • ضمنت العملية سلامة التمثال وحفظه في موقعه الجديد

هذا التحدي الذي أقره وإدارته السيد إبراهيم محلب، أكد قدرة مصر على إنجاز مشاريع كبرى تتلاءم مع بيئتها الفريدة داخل المتحف المصري الكبير.

المتحف المصري الكبير نموذج رائد لإدارة المشروعات الوطنية الكبرى

مع انطلاق العمل الحقيقي في المتحف المصري الكبير عام 2014، استعادت الدولة المصرية قدراتها في بناء مؤسساتها الوطنية عبر هذا المشروع العملاق، الذي مثل اختبارًا عمليًا لقدرة البلاد على تنفيذ معايير هندسية وثقافية عالمية لأول مرة على الأراضي المصرية. كافة مراحل العمل تمت بشفافية وانضباط، مما جعل المتحف علامة معمارية وثقافية ذات سمعة دولية، الأمر الذي يعكس «روح العمل الجماعي» والنجاحات التي تحققت بفضل تعاون الكفاءات في مجالات الآثار، الهندسة، والإدارة. المشروع حفز إعادة تعريف الإمكانات الذاتية المصرية في الإشراف على صروح كبرى تحافظ على تراثها، وتعزز موقعها العالمي بما يليق بتاريخها العريق.

المشروع تاريخ الانطلاق الجهات المشاركة
المتحف المصري الكبير عام 2014 خبراء آثار، مهندسين، إداريين مصريين

إبراهيم محلب يكرّم أبطال بناء المتحف المصري الكبير

توجّ وضع لبنات المتحف المصري الكبير بتوجيه الشكر لجميع الذين ساهموا في إنجاز هذا المشروع العملاق، مؤكدًا أن الفضل لا يقتصر على فرد بل يعود إلى فريق كامل آمن بالفكرة وكرّس جهوده لتحويلها إلى حقيقة. وأشاد محلب بدور الدكتور أحمد حسين في الجانب الهندسي، والدكتور زاهي حواس في تنسيق الآثار، واللواء عاطف مفتاح في الإدارة التنفيذية، بالإضافة إلى وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني الذي وضَع الأساس للفكرة. افتتاح المتحف الكبير يُعد ثمرة أكثر من عشرين عامًا من العمل المتواصل، وينظر إليه كشاهد حي على قدرة الدولة المصرية في تحقيق المعجزات حينما تتضافر إرادة العلم والانتماء الوطني بشكل منظّم وفعّال.