المتحف المصري الكبير يشعل حملة عالمية لاستعادة حجر رشيد والآثار المنهوبة، ويعيد إلى الأضواء ملف استرجاع القطع الأثرية المصرية التي خرجت من البلاد في ظروف استعمارية، خاصة بعدما احتفى العالم بافتتاح أكبر متحف أثري في القرن الحادي والعشرين في نوفمبر 2025. هذا الحدث الضخم أعاد الجدل الدولي حول مصير حجر رشيد التاريخي، الذي ظل في المتحف البريطاني لأكثر من مئتي عام، ومنح القاهرة زخماً جديداً في جهود استعادة آثارها المنهوبة عبر العقود الماضية.
المتحف المصري الكبير يعزز حملة استعادة حجر رشيد والآثار المنهوبة
أثارت فعاليات افتتاح المتحف المصري الكبير اهتمام الصحافة العالمية، حيث ربطت صحيفة ديلي ميل البريطانية هذا الحدث البارز بحملة متجددة تستهدف إعادة حجر رشيد إلى مصر. جاء التقرير مؤكداً أن المتحف يمثل رمز حضاري يعيد القاهرة إلى مركز المشهد الثقافي العالمي، ويمنح مصر قوة دبلوماسية وثقافية لاستعادة آثارها التي خرجت منها في أوقات استعمارية. حجر رشيد، الذي مكن العلماء من فك شيفرة اللغة الهيروغليفية، اعتُبر من الوثائق القليلة ذات القيمة التاريخية الهائلة التي تحتاج إلى استرداد لتعيد لمصر تاريخها المجيد.
تاريخ حجر رشيد والآثار المنهوبة من مصر وأهميتها الثقافية
حجر رشيد يعود تاريخه للفترة ما بين 323 و30 قبل الميلاد، وقد اكتشفته البعثة الفرنسية بقيادة نابليون في مدينة رشيد عام 1799، لتنتقل بعدها ليد البريطانيين بعد هزيمة الفرنسيين عام 1801 ويُعرض في المتحف البريطاني بشكل دائم منذ عام 1802. إضافة إلى حجر رشيد، هناك قطع أثرية أخرى نُهبت خلال فترات الاحتلال الأوروبي، ومنها تمثال نفرتيتي وخريطة السماء الدندراوية. ويؤكد خبراء الآثار، مثل الدكتورة مونيكا حنا والدكتور زاهي حواس، أن هذه الآثار خرجت من مصر بطرق استعمارية غير مشروعة، وبعضها موجود في متاحف أوروبية كمتاحف برلين ولندن وباريس، مطالبين ببدء حملات لإعادة هذه القطع ضمن معاهدات ثقافية عادلة.
المتحف المصري الكبير.. مشروع حضاري ضخم ومسجد لاستعادة حق مصر التاريخي
يُعد المتحف المصري الكبير الأكبر من نوعه عالمياً، مع أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تمتد على مساحة تعادل 70 ملعب كرة قدم، ويقع على هضبة الجيزة بالقرب من الأهرامات ليشكل تحفة معمارية وتمثيلاً حياً لعظمة الحضارة المصرية القديمة. دعم المشروع جاء من وكالة جايكا اليابانية التي ساهمت مالياً وفنياً دون حصولها على حقوق انتفاع، حيث حرص القائمون على عرض التراث المصري بطرق حديثة تجمع بين التكنولوجيا والهوية الحضارية، لتنطلق من خلاله حملة وطنية ودولية تطالب باستعادة الأصول التاريخية المنهوبة.
- يقع المتحف على هضبة الجيزة قرب الأهرامات.
- مساحة إجمالية تزيد على 500 ألف متر مربع.
- يضم قاعات عرض ضخمة مثل الدرج العظيم، ميدان المسلة، وقاعة الملك توت عنخ آمون.
- دعم فني ومالي من وكالة جايكا اليابانية دون حقوق انتفاع.
- يهدف لعرض التراث المصري باستخدام تقنيات حديثة تضم بين التاريخ والتكنولوجيا.
يُعيد افتتاح المتحف المصري الكبير التأكيد على أن جهود مصر ليست مجرد احتفالية ثقافية، بل مرحلة جديدة من الوعي الوطني تمزج بين الدفاع عن الهوية واسترداد الحقوق التاريخية في آثارها المنهوبة. الحملة الحالية لا تقتصر على حجر رشيد فقط، بل تمتد لتشمل استعادة عدد كبير من القطع التي خرجت من مصر بشكل غير قانوني خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، مما يعكس رفض المجتمع المصري والمهتمين بإحياء تراث بلادهم لأي استغلال أو سرقة ثقافية متواصلة. دعوتهم إلى العالم اليوم واضحة: الآثار المصرية ليست مجرد قطع معروضة، بل تمثل إرثاً وطنياً لا يمكن التنازل عنه.
