خبرة أوروبية.. وزيرة خارجية إسبانيا السابقة تكشف كيف يمكن للقواعد واليقين إعادة تشكيل النظام العالمي القادم

النظام العالمي الجديد: أوروبا وخبرتها في إعادة بناء نظام عالمي يقوم على القواعد واليقين
شهد اليوم الأول من منتدى القاهرة الثاني، الذي نظمه المركز المصري للدراسات الاقتصادية، جلسة حوارية مهمة تحت عنوان: “هل يستطيع النظام العالمي الصمود في مواجهة التداخل المعقد بين الوضعين الجيوسياسي والجيو اقتصادي؟ وما إذا كانت هناك حاجة إلى نظام جديد كليًا وكيف سيكون”.

خبرة أوروبا في بناء نظام عالمي يقوم على القواعد واليقين

أكدت وزيرة خارجية إسبانيا السابقة، آنا بلاسيو، في جلسة المنتدى على ضرورة إصلاح المؤسسات الدولية مع المحافظة على مبدأ القواعد المؤسسية، موضحة أن أوروبا، رغم اعتمادها الحالي على الولايات المتحدة، تملك خبرة واسعة في إيجاد حلول توافقية وإدارة الأزمات، مما يجعلها مؤهلة لقيادة إعادة بناء نظام عالمي يقوم على القواعد واليقين، بحيث يكون أكثر استدامة وعدلًا. هذا الموقف لدعم نظام عالمي يقوم على القواعد واليقين يعكس الحاجة الماسة لنهج يضمن التوازن الدولي بعيدًا عن الفوضى التي تشهدها الساحة الدولية في الوقت الحالي.

تحديات النظام العالمي الجديد ودور القوى الكبرى في بناء نظام عالمي يقوم على القواعد واليقين

تحدث الدكتور سمير ساران، رئيس مركز الفكر الهندي Observer Research Foundation، عن تفكك النظام العالمي الحالي الذي أنشئ بعد عام 1945 لصالح السلام الأمريكي والنظام الأطلسي، مؤكدًا أن مرحلة ولادة نظام جديد لا تخلو من صراعات وتحديات. وأشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تغيّر نظرتها للعالم ولم تعد ملتزمة بالدفاع عن النظام الذي أسسته، مما يفتح الباب أمام ترتيبات متعددة الأطراف غير كلية. كذلك، نوه إلى أهمية تقبل تلك التغيرات، ودور أوروبا التاريخي في تقديم دروس في التعددية والتعاون. وقد وجه نداءً لدول الجنوب العالمي لتحمل مسؤولياتها والابتعاد عن الشكوى لتصبح قادة حقيقيين في النظام العالمي الجديد.

وفي السياق ذاته، أثار باولو ماجري، المدير التنفيذي للمعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية، تساؤلًا جوهريًا حول إمكانية إعادة بناء نظام عالمي يقوم على القواعد واليقين دون وجود قوة كبرى، محذرًا من أن التاريخ يثبت أن نظامًا عالميًا جديدًا دائمًا ما يصاحبه صراع أو كارثة كبيرة. كما شدد على أن أوروبا تمتلك أرضية مشتركة وأدوات في بناء التعددية وإيجاد حلول مبتكرة رغم الانقسامات.

توجهات متعددة لتحقيق نظام عالمي يقوم على القواعد واليقين من منظور دولي متنوع

أكد الدكتور جين يونج كاي من الصين أن بلاده تؤمن بعدم وجود لعبة صفرية المحصلة في السياسة الدولية، وتشدد على أهمية التعاون الذي يعود بالفائدة على الجميع ضمن نظام عالمي يقوم على القواعد واليقين، معتبرًا أن الصين والولايات المتحدة تتحملان مسؤولية القيادة، دون احتكار القرارات، مع التركيز على تنفيذ مشاريع تنموية ملموسة في أمريكا اللاتينية وأفريقيا كمثال عملي على التعاون.

في المقابل، أشار الدكتور خورخي لويس تشيديك من أمريكا اللاتينية إلى التحديات الأمنية والاجتماعية التي تواجه المنطقة، مع انتقاد السياسة الأمريكية التي تعتمد على نهج “العصا” دون تقديم حوافز، واصفًا العلاقة بأنها “أبوية” ومحيطة بسلوك غير متوازن، مشيدًا بدور الصين كشريك تجاري واستثماري مع دعوته لتعزيز التعاون بين دول الجنوب في إطار نظام عالمي يقوم على القواعد واليقين.

أما من طهران، فقد حث الدكتور سيد كاظم سجادبور على تحدي فرض الهيمنة خاصة العسكرية منها، داعيًا إلى موازنة القوى عبر نقاط القوة الوطنية، التعاون الإقليمي، والتعددية الدولية، مع ضرورة إدارة تعقيدات النظام الدولي الحديث ضمن إطار نظام عالمي يقوم على القواعد واليقين.

  • إصلاح المؤسسات الدولية وضمان التزام القواعد المؤسسية
  • إعادة توزيع السلطة وتعزيز دور الأمم المتحدة ومجموعة العشرين
  • تشجيع التعاون التنموي وتقليل النزاعات الدولية
  • تعزيز التقيد بالقانون الدولي وجعله مرجعية سلوك عالمي

وفي نهاية الجلسة، طرحت الدكتورة عبلة عبداللطيف سؤالًا حول الخطوة الأولى التي سيقوم بها صانعو القرار لتحقيق نظام عالمي يقوم على القواعد واليقين، حيث دعمت آنا بلاسيو استعادة مصداقية الأوروبيين وبدء إصلاح حوكمة البنك الدولي والصندوق الدولي، في حين نادى سمير ساران بضرورة إعادة السلطة للجمعية العامة للأمم المتحدة لتصبح الهيئة العليا. أيد باولو ماجري تقوية مجموعة العشرين كوسيلة لدعم النظام الدولي، فيما أكد جين يونج كاي على ضرورة تخلي المجتمع الدولي عن رؤية المحصلة الصفرية، ودعا خورخي لويس تشيديك إلى التصديق على عناصر القانون الدولي لوضعها كمدونة سلوك عالمية، واختتم سيد كاظم سجادبور بالدعوة إلى تجميد النزاعات وتقليل التوترات الدولية، مع التركيز على أهمية القانون الدولي والمنظمات الدولية.