✳️ الصحراء الضخمة.. السعودية تخفض حجم مشروع المدينة الممتدة على 100 ميل لتعديل استراتيجيتها التنموية.

مدينة ذا لاين في السعودية تواجه تراجعاً في خطتها الطموحة لبناء مدينة ضخمة بطول 100 ميل وسط صحراء المملكة، وهو مشروع رئيسي في إطار مدينة نيوم. جاء هذا التراجع نتيجة ضغوط مالية وحاجة المملكة لإعادة تقييم أولوياتها في ظل التحديات الاقتصادية العالمية والتقلبات في سوق النفط.

تراجع خطة مدينة ذا لاين الطموحة في نيوم وتأثيراتها

كان مشروع مدينة ذا لاين يُعد من أكبر المشاريع في السعودية ضمن برنامج رؤية 2030 الذي يقوده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بهدف تنويع الاقتصاد الوطني عبر تطوير مدينة خطية مستقبلية تمتد على الساحل المطل على البحر الأحمر. كان مخططًا أن تستوعب المدينة 9 ملايين نسمة، بما يعادل أكثر من ربع سكان المملكة، مع تصميم فريد يخلو من الطرق والسيارات والانبعاثات الكربونية. وُضعت الخطط لتعمل بالكامل بالطاقة المتجددة مع تخصيص 95% من المساحات للحفاظ على الطبيعة، ويبلغ ارتفاعها 500 متر وعرضها 200 متر، بطول يصل إلى 170 كيلومترًا. مع ذلك، وبعد سنوات عديدة، تأخرت المدينة بشكل كبير، وأفادت صحيفة “ذا تايمز” بأن المخطط المصغر الحالي سيضم فقط 300 ألف نسمة في مدينة بطول عدة أميال فقط، مما يشير إلى تخفيضات كبيرة في المشروع.

إعادة ترتيب الأولويات المالية الاقتصادية في السعودية

واجهت السعودية تحديات مالية واضحة نتيجة انخفاض أسعار النفط العالمية، ما أدى إلى عجز في الميزانية وأجبر المسؤولين على تعديل الخطط المتعلقة بمشروع مدينة ذا لاين وبقية مشاريع نيوم. صرح جيري إنزيريلو، المستشار الرئيسي لولي العهد والمدير التنفيذي، أن البلاد تقوم بتصحيح المسار مع التركيز على الحذر في الإنفاق، ملمحًا إلى ضرورة توافق الخطط مع الواقع الاقتصادي الجديد الذي لم يشهد أسعار نفط فوق 100 دولار للبرميل منذ عام 2022، في حين لا يزال النفط يشكل حوالي نصف اقتصاد البلاد. وفي ظل تأخيرات المشاريع الضخمة، أعلنت السعودية توجيه استثماراتها نحو الذكاء الاصطناعي وإنشاء مراكز بيانات مدعومة بالهيدروكربون. محافظ صندوق الاستثمارات العامة، ياسر الرميان، أكد على أن الاستراتيجية الجديدة سيتم الكشف عنها قريبًا، مع التركيز على تحقيق عوائد أسرع وأكثر استدامة.

وضع مشاريع نيوم الحالية ومستقبل مدينة ذا لاين

شهدت مشاريع نيوم عدة تعديلات، حيث تم تأجيل استكمال مدينة ذا لاين التي كان من المقرر إنهاؤها بحلول عام 2045 بعد توقف الخطط الضخمة. يشمل إطار نيوم مشاريع أخرى مثل “أوكساجون” وهو مجمع صناعي عائم على شكل مثمن مع انطلاق المرحلة الأولى المتوقعة في 2027، و”تروجينا” وهي وجهة جبلية بمنطقة جبل اللوز تهدف لجذب السياح والتزلج على المرتفعات التي تصل إلى 2600 متر، لكن لم تعد الوجهة جاهزة لاستضافة دورة الألعاب العربية الشتوية 2029 المتوقعة، إذ أُجلت لتكون جاهزة عام 2032. أما “سندالة”، الوجهة الجزيرة الفاخرة التي تم افتتاحها رسميًا في أكتوبر الماضي، فهي المشروع الوحيد الذي وصل إلى الإنجاز على الأرض، لكن لم يفتح بعد للجمهور رغم تجاوز ميزانيته بثلاث مرات.

المشروع الوضع الحالي التوقعات الزمنية
ذا لاين مشروع مخفض الحجم وتأجيل استكماله 2045
أوكساجون تقدم في البناء، لم يُبنَ بعد 2027 (المرحلة الأولى)
تروجينا تأجيل في إكمال الوجهة السياحية 2032 (تجاوز 2029)
سندالة مكتمل رسميًا لكن غير مفتوح غير محدد

في عام 2023 أعلنت نيوم عن 12 مشروعًا جديدًا متنوعًا من بينها “ليجا”، وادٍ طبيعي محاط بجبال وشاهد لنمط الفنادق البوتيكية، و”إيبكون”، منتجع يضم ناطحتي سحاب بتصميم فريد، و”سيرانا” التي تقدم تجربة فاخرة من خلال فنادق ووحدات سكنية مبنية على أعمدة سداسية الشكل، بالإضافة إلى “أوتامو” المسرح المستقبلي والمنصة الفنية لتقديم فعاليات غامرة.

  • تراجع حجم مشروع ذا لاين وإعادة تقييمه
  • التركيز على الاستثمار في الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات
  • تأجيل وإنجاز متباين لمشاريع نيوم الأخرى
  • إطلاق مشاريع جديدة تجمع بين الفخامة والتقنية المستدامة