سينما نيللي كريم: رهان العودة لـ “عشقها الأول” بعد نجاح “فوي فوي فوي” تشكل أحد أبرز محطات نيللي كريم الفنية التي تثبت مكانتها كنجمة متجددة في السينما والدراما المصرية، حيث جمعت نجاحاتها بين أدوار مركبة وقضايا اجتماعية ونفسية عميقة، لتواصل تأكيد حضورها الفني بعد فيلم “فوي فوي فوي” في 2023، مع رهان قوي على السينما التي تعشقها منذ بداياتها.
رحلة سينما نيللي كريم من الباليه لأدوار درامية مؤثرة
بدأت رحلة سينما نيللي كريم من عالم الباليه الذي درسته في روسيا ثم أكاديمية الفنون في مصر، ما أتاح لها بوابة إلى عالم الأضواء بفضل رقة وحضور مختلف، حيث رصد المخرج فارس فهمي موهبتها في فوازير “ألف ليلة وليلة” عام 1999، لتبدأ تحولات فنية حقيقية مع أول أدوار البطولة في مسلسل “وجه القمر” عام 2000 أمام فاتن حمامة التي اعتبرتها خليفتها. تنقلت نيللي كريم في بداية مشوارها بأدوار رومانسية في السينما مثل “شباب على الهوا” و”غبي منه فيه” قبل أن تشارك في الفيلم العالمي مع يوسف شاهين “إسكندرية نيويورك” الذي كشف عن عمق مدروس في أدائها. هذا التطور في مسيرة سينما نيللي كريم أظهر تعدد أوجهها الفنية، من الكوميديا إلى الدراما الشديدة، ما وضعها على مسار مختلف للنجومية.
النقلة النوعية في سينما نيللي كريم وتألقها في الدراما النفسية
تمثل النقلة الحقيقية في مسيرة سينما نيللي كريم عندما قررت التخلي عن أدوار الفتاة الجميلة والرومانسية، لتخوض تحديات أكبر عبر أدوار اجتماعية ونفسية في أعمال متعددة بالتعاون مع “العدل جروب”. مسلسل “ذات” عام 2013 شكّل نقطة انطلاق رئيسة حيث جسدت شخصية امرأة مصرية على مدار عقود، وتلاه أثر باقي أعمالها التي رسخت لقبها كملكة دراما رمضان مثل “سجن النسا” و”تحت السيطرة” و”سقوط حر” وأخيرًا “لأعلى سعر”، والتي تميزت بعمقها النفسي وقضاياها الجريئة.
- سجن النسا (2014): دور غالية، امرأة سجينة مظلومة يحمل معاني القسوة والمعاناة.
- تحت السيطرة (2015): تناول واقع الإدمان وحياة التعافي بشكل صادم وواقعي.
- سقوط حر (2016): دور مريضة نفسية يعكس حالات اضطرابات حادة.
- لأعلى سعر (2017): قصة الغدر والخيانة الزوجية التي لاقت تفاعلًا شعبيًا واسعًا.
هذه المحطات أكدت تنوع سينما نيللي كريم وقدرتها على تعديل رؤيتها الفنية نحو أدوار أكثر تعقيدًا وواقعية، لتصبح أيقونة الدراما المعاصرة.
سينما نيللي كريم: عودة نجمة الشاشة الكبيرة بعد “فوي فوي فوي”
اليوم، تعتبر سينما نيللي كريم رهانًا جديدًا بعد سنوات من النجاح الدرامي، حيث اختارت نيللي كسر الحواجز بالعودة إلى الكوميديا والتنوع في طرح أدوارها، فكان مسلسل “بـ 100 وش” بداية لعصر جديد ظهر فيه فنها الكوميدي وسط نجاح جماهيري كبير، لتتابع بعدها أعمالًا درامية واجتماعية مثل “فاتن أمل حربي” و”عملة نادرة” التي عالجت موضوعات اجتماعية وقبلها فيلم “فوي فوي فوي” (2023) الذي لاقى ترحيبًا نقديًا وجماهيريًا، مما يدل على تألق سينما نيللي كريم بمساحات مهنية جديدة. وتستعد نيللي كريم اليوم لتصوير أفلام متنوعة بين الكوميديا الاجتماعية والدراما الجادة، مع حرصها على اختيار أدوار تحمل رسائل ذات قيمة وحساسية خاصة لقضايا المجتمع، لتؤكد أن سينما نيللي كريم ليست مجرد ترفيه، بل مناسبة للغوص في أعماق الإنسان وصراعاته المختلفة.
بهكذا، تعكس سينما نيللي كريم رحلة فنية متجددة مستمرة، تجمع بين الرقة والتعقيد، وتصنع من كل دور تحديًا جديدًا ليصبح صوتها الفني منبراً صادقًا قادرًا على طرح قضايا اجتماعية ونفسية بجرأة وإبداع.
